مضافا إلى قاعدة السنخيّة الثابتة ، وملاحظة الحكمة البارعة ، ولزوم المسانخة بين الخليفة والمستخلف ، وبين النبي ووصيّه الذي هو قائم مقامه ..
فالسنخيّة موجودة في جميع الأشياء ، وواضحة في الاُمور بلا خفاء ، في الأفعال والأقوال وفي كلّ مجال.
لذلك قال اللّه تعالى : (وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ) (١).
وقال عزّ إسمه : (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ) (٢).
وهذه السنخية نحسّها بوضوح فيما نشاهدها في حياتنا الطبيعية ، والعلاقات البشرية ..
وممّا لا شكّ فيه أنّ الذي هو مسانخ لرسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم في ذاته وصفاته ، وعلمه وأخلاقه ، وشجاعته ونزاهته ، ومكارمه وفضائله ، واُخوّته وقرابته هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام لا غيره .. فهو الذي يليق بوصاية الرسول الأعظم ، ويتعيّن لخلافة النبي الأكرم ، ويجدر أن يكون سيّد الاُمم.
وأمّا الأدلّة الأربعة على إمامة الأئمّة المعصومين عليهمالسلام فهو كما يلي :
١ ـ دليل الكتاب :
وقد دلّت منه آيات بيّنات ودلائل واضحات على إمامة أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليهالسلام والأئمّة المعصومين من أولاده الطاهرين ، باتّفاق الفريقين ، نقطتف منها زهرة واحدة بها الكفاية والحجّة البالغة وهو قوله تعالى : «إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ
__________________
(١) سورة النور : (الآية ٢٦).
(٢) سورة فاطر : (الآية ١٠).