الفصل الرابع :
شرائط وخصوصيات الإمام والإمامة
درجة عالية كإمامة الدين ، ومنصب ربّاني كخلافة رسول ربّ العالمين ، بديهي أن تكون لها شرائط وقيود وخصوصيّات ، يلزم توفّرها لتحرّز اللياقة معها .. وإلاّ لكان كلّ أحد نائلاً لكلّ منصب ، وهو خلاف السداد بل معقّب للفساد ..
وقد دلّ الشرع المبين أنّ عهد اللّه لا ينال الظالمين وبيّن أنّه (وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللّه فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ) (١) فخليفة اللّه والإمام المعهود من اللّه لابدّ وأن يكون من المعصومين ، كما عرفت ذلك من الكتاب والسنّة والعقل في مبحث عصمة الأنبياء عليهمالسلام.
فالعصمة والأعلمية والأفضلية ونحوها من الشرائط الآتية لابدّ وأن تكون شرطا في الإمامة كما يأتي في دليل العصمة في هذا الفصل ، ودلّ عليها برهان الأفضلية المتقدّم في الفصل الأوّل ، بل يدعو إليها وحي الفطرة القاضية بتقدّم الأفضل وتقديمه.
ومعلوم أنّ تلك الخصوصيات والشرائط إنّما هي متوفّرة بالنحو الأعلى في
__________________
(١) سورة البقرة : (الآية ٢٢٩).