التكاليف اللزومية شرعية وعقليّة مع القدرة عليها» (١).
وبالتعبير المنصوص عليه في حديث هشام قال : قلت لأبي عبداللّه عليهالسلام : ما معنى قولكم إنّ الإمام لا يكون إلاّ معصوما؟ فقال عليهالسلام :
«المعصوم هو الممتنع باللّه عن جميع محارم اللّه» (٢).
هذا معنى العصمة .. وأمّا برهان إشتراطها في الإمامة وإعتبارها في الأئمّة فهو ما يأتي في الدليل العقلي.
فانّ العقل حاكم بأنّ أهل البيت عليهمالسلام معصومون مطهّرون ، وقد ثبتت عصمتهم الكبرى بالأدلّة الأربعة : الكتاب والسنّة والإجماع والعقل.
ولعلّ من المستحسن أن نقول بدوا أنّ العصمة ملكة لها مراتبها العالية الثلاثة كما يستفاد من مجموع أدلّة العصمة والمعصومين وهي :
١ ـ العصمة الثبوتية : وهي ترك المعاصي وفعل الواجبات إستمرارا وعدم مفارقة طريق العدل والطاعة أبدا ، وعدم السلوك في طريق القبيح والمعصية إطلاقا ، كما هي موجودة في الذرّية الخاصّة للمعصومين عليهمالسلام .. ويأتي ذكرها في آخر البحث.
٢ ـ العصمة الإثباتية : وهي الروحية القدسية الموجودة في الممتنع باللّه عن جميع محارم اللّه .. مع إمكان ترك الأولى في غير اُولي العزم منهم ، لعدم منافاته للعصمة ، وتكون هذه العصمة في الأنبياء الكرام ، وقد مرّ بحثها في النبوّة.
٣ ـ العصمة الكبرى : وهي نفس العصمة الإثباتية .. مضافا إلى عدم ترك الأولى وعدم السهو ، وعدم الخطأ فيها .. وتكون في المعصومين الأربعة
__________________
(١) أنوار الهداية : (ص٥٦).
(٢) معاني الأخبار : (ص١٣٢ ح٢) ، ومشكاة الأنوار : (ص١٦٣).