مضافا إلى ما تقدّم من دلالتها بالإلتزام على إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام لأنّه ذكر الخلافة لنفسه وصدّقته فاطمة الزهراء والحسنان ، وهم معصومون ولا يكونون كاذبين أبدا ؛ لأنّ الكذب من الرجس الذي أذهبه اللّه تعالى عنهم وطهّرهم تطهيرا ، فيصدق قولهم في إمامة أمير المؤمنين عليهالسلام ، كما أفاده السيّد شرف الدين قدسسره في الكلمة الغرّاء (١).
هذا من الإستدلال القرآني لعصمة أهل البيت عليهمالسلام مضافا إلى الآيات الاُخرى التي تستفاد منها العصمة بالملازمة كآية الإطاعة والكون مع الصادقين ؛ فإنّ الأمر بإطاعة اُولي الأمر يلازم عصمة المطاع ، كما وأنّ الأمر بالكون مع الصادقين ملازم لعصمة المتَّبع وإلاّ كان إغراء بإطاعة ومتابعة العاصي وهو قبيح.
دليل السنّة :
وأمّا دليل السنّة على عصمة أهل البيت عليهمالسلام ، فمئات الأحاديث ومستفيض الآثار ومتواتر الأخبار التي تدلّ على عصمتهم وطهارتهم ونزاهتهم ، ممّا تلاحظها في مثل اُصول الكافي (٢) ، وتفسير البرهان (٣) ، وبحار الأنوار (٤) ، وغاية المرام (٥) ، وأبواب فضائل الرسول والآل الطاهرين التي هي غنيّة بأحاديث العصمة والطهارة ، وموجبة لحصول القطع واليقين بعصمة الهداة الطاهرين الأئمّة
__________________
(١) الكلمة الغراء : (ص٢١٧).
(٢) اُصول الكافي : (ج١ ص٢٠٢).
(٣) تفسير البرهان : (ج٢ ص٨٤٣).
(٤) بحار الأنوار : (ج٢٥ ص١٩١ ب٥ الأحاديث ، وج٣٥ ص٢٠٦ ب٥ الأحاديث ، وج٣٨ ص٦٢ ب٥٩ الأحاديث).
(٥) غاية المرام : (ص٢٨٧ ـ ٣٠٠).