الغير ، بينما العصمة في هؤلاء الكرام غير إستكفائية ، أي محتاجة إلى الحجّة كما سمّي بذلك.
ويشهد لعصمة سيّدنا العبّاس بن أمير المؤمنين بهذا المعنى يعني ملازمة الطاعة وعدم سلوك المعصية اُمور عديدة :
أوّلاً : قول الإمام الصادق عليهالسلام في زيارته الشريفة :
«لعن اللّه اُمّة إستحلّت منك المحارم وإنتهكت في قتلك حرمة الإسلام» (١).
فإنّ حرمة دين الإسلام لا تنهتك بقتل أي مسلم مهما كان عظيما إلاّ أن يكون سيّدا للدين الإسلامي وإماما معصوما أو تاليا للمعصوم.
ثانيا : قول الإمام السجّاد عليهالسلام في الحديث :
«وإنّ لعمّي العبّاس منزلة يغبطه عليها جميع الشهداء والصدّيقين يوم القيامة» (٢).
فإنّ قوله عليهالسلام : جميع الشهداء والصدّيقين خصوصا بأداة التأكيد الجمعي يشمل كلّ شهيد وكلّ صدّيق حتّى المعصومين من الشهداء والصدّيقين كالأنبياء الكرام والشهداء من الأنبياء.
ولو لم يكن العبّاس معصوما لم يتمّ غبطة المعصوم لدرجته ، لأنّ المعصوم أعظم درجة من الجميع فلا يغبط غير المعصوم ، فلابدّ وأن يكون العبّاس معصوما حتّى يغبطه الشهداء والصدّيقون والمعصومون على درجاته العالية ومقاماته الرفيعة.
__________________
(١) المزار للشيخ المفيد : (ص١٢٤) ، وكذا في زيارته في يوم عرفة.
(٢) الخصال للشيخ الصدوق : (ص٦٨ ح١٠١).