على أعتاب المعاد
عرفت في أوّل الكتاب أنّ من تمام التوحيد وأصل الإعتقاد ، التصديق بكلّ ما جاء به رسول اللّه وآله الطاهرون صلوات اللّه عليهم أجمعين ، الناطقون عنه في جميع ما أخبروا به عن اللّه تعالى من الاُصول والفروع ، والتصديق بجميع ما جاءوا به من اُمور الدنيا والآخرة ، والتصديق بكلّ ما اُخبروا به عن اللّه تعالى من حقائق النشأتين الاُولى والاُخرى ؛ فإنّ من دعائم الإسلام الإقرار بما جاء به النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وهو أصل أساسي في المقام ثبت بالأحاديث المتظافرة التالية :
١ ـ حديث عجلان أبي صالح قال : قلت لأبي عبداللّه عليهالسلام :
«أوقفني على حدود الإيمان.
فقال : شهادة أن لا إله إلاّ اللّه ، وأنّ محمّدا رسول اللّه ، والإقرار بما جاء به من عند اللّه ، وصلوات الخمس ، وأداء الزكاة ، وصوم شهر رمضان ، وحجّ البيت ، وولاية وليّنا ، وعداوة عدوّنا ، والدخول مع الصادقين» (١).
٢ ـ حديث عيسى بن السريّ أبي اليسع المتقدّم قال : قلت لأبي عبداللّه عليهالسلام : أخبرني بدعائم الإسلام التي لا يسع أحد التقصير عن معرفة شيء منها ، الذي من قصّر عن معرفة شيء منها فسد عليه دينه ، ولم يقبل [اللّه] منه
__________________
(١) اُصول الكافي : (ج٢ ص١٨ باب دعائم الإسلام ح٢).