وأمّا هذه الآية الشريفة فهي تحكي قول الكفّار المكذّبين بالبعث حين موتهم وعندما يشرفون على الموت ، كما جاء في التفسير ، وفسّره بهذا من العامّة ابن جريح.
كما فسّرت أيضا في أحاديثنا الشريفة بمانع الزكاة حين موته.
وتلاحظ بيانه في مجمع البيان (١) ، ممّا يستفاد منه أنّ الرجعة الواردة في هذه الآية الشريفة هي تمنّي رجعة الكافر والفاسق ، لا رجعة المؤمن إلى الدنيا في الدولة المحقّة التي وعدها اللّه سبحانه بقوله : (.. لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) (٢).
وفيما يلي نذكر الأدلّة الثلاثة : الكتاب والسنّة والإجماع لإثبات الرجعة بالبيان التالي ، بل يمكن إثباتها بالحكم العقلي أيضا بالتقرير الآتي في هذه الأدلّة ثمّ الحكومة العقلية :
١ ـ دليل الكتاب :
دلّ الكتاب الكريم في آيات عديدة على الرجعة ، ومنها :
١ ـ قوله تعالى : (وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ) (٣).
حيث دلّت الآية على أنّ الحشر خاصّ ببعض دون بعض وهو غير الحشر الأكبر يوم القيامة الذي هو عام للجميع حيث قال اللّه تعالى فيه : «وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ
__________________
(١) مجمع البيان : (ج٧ ص١١٧).
(٢) سورة التوبة : (الآية ٣٣) ، وسورة الصفّ : (الآية ٩).
(٣) سورة النمل : (الآية ٨٣).