(١) ـ الموت
آخر يوم من أيّام الدنيا وأوّل من يوم من أيّام الآخرة لكلّ فرد من أفراد الإنسان هو يوم موته ؛ فإنّه إذا مات ابن آدم قامت قيامته وابتدأت آخرته.
والموت : هي الحقيقة الثابتة التي دلّت عليها الأدلّة البرهانية ، بل وصلت إليها الإدراكات الوجدانية وكلّ منّا يعلم بالموت ويراه عن يقين وعيان ، ويدركه عن حسّ يغني عن البيان والبرهان ، فيلزم الإعتقاد بحقّانيّته والإقرار بأنّ كلّ حي سوى اللّه ميّت ، وكلّ نفس ذائقة الموت ؛ التزاما بما قاله اللّه وجاء به النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وقد خلقه اللّه تعالى كما خلق الحياة ، فقال عزّ إسمه : (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ) (١).
وقد بيّنته الأحاديث الكثيرة وشرحته الروايات الوفيرة ، وبيّنت أنّ الموت للمؤمن كأطيب ريح يشمّه فينعس (٢) ، وللكافر أعظم ألم يحسّه الشخص فيجهد كلسع الأفاعي ولدغ العقارب أو أشدّ كما تلاحظ ذلك في الأحاديث التالية :
١ ـ حديث أحمد بن الحسن الحسيني ، عن الإمام أبي محمّد العسكري ، عن آبائه عليهمالسلام قال : قيل للصادق عليهالسلام : صف لنا الموت.
قال عليهالسلام :
__________________
(١) سورة الملك : (الآية ٢).
(٢) من النعاس وهي فترة الحواس عند قرب النوم.