«للمؤمن كأطيب ريح يشمّه فينعس لطيبه وينقطع التعب والألم كلّه عنه ، وللكافر كلسع الأفاعي ولدغ العقارب أو أشدّ.
قيل : فإنّ قوما يقولون : إنّه أشدّ من نشر بالمناشير وقرض بالمقاريض! ورضخ بالأحجار! وتدوير قطب الأرحية على الأحداق (١).
قال : كذلك هو على بعض الكافرين والفاجرين ، ألا ترون منهم من يعاين تلك الشدائد؟ فذلكم الذي هو أشدّ من هذا لا من عذاب الآخرة فإنّه أشدّ من عذاب الدنيا.
قيل : فما بالنا نرى كافرا يسهل عليه النزع فينطفئ وهو يحدّث ويضحك ويتكلّم ، وفي المؤمنين أيضا من يكون كذلك ، وفي المؤمنين والكافرين من يقاسي عند سكرات الموت هذه الشدائد؟
فقال : ما كان من راحة للمؤمن هناك فهو عاجل ثوابه ، وما كان من شديدة فتمحيصه من ذنوبه ليرد الآخرة نقيّا ، نظيفا ، مستحقّا لثواب الأبد ، لا مانع له دونه ؛ وما كان من سهولة هناك على الكافر فيوفّى أجر حسناته في الدنيا ليرد الآخرة وليس له إلاّ ما يوجب عليه العذاب ، وما كان من شدّة على الكافر هناك فهو ابتداء عذاب اللّه له بعد نفاد حسناته ذلكم بأنّ اللّه عدل لا يجور» (٢).
٢ ـ ما في أحاديث جامع الأخبار مثل حديث الحسن بن علي الناصري ، عن أبيه ، عن الإمام أبي جعفر الجواد ، عن آبائه عليهمالسلام قال : قيل لأمير
__________________
(١) جمع حَدَقة وهي السواد الأعظم للعين أو خصوص ناظرها.
(٢) بحار الأنوار : (ج٦ ص١٥٢ ب١ ح٦).