فالموت حقيقة يلزم الإعتراف به والإنتقال بواسطته إلى عالم الآخرة .. البرزخ والقيامة وهو يتحقّق بأمر اللّه القاهر فوق عباده فانّه يتوفّى الأنفس حين موتها.
ويتنفّذ بواسطة ملك الموت وأعوانه كما في قوله تعالى : (قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ) (١) ويكون ذلك بأمر اللّه تعالى كما تراه في أحاديث البحار التالية :
١ ـ حديث زيد الشحّام قال : سئل أبو عبداللّه عليهالسلام عن ملك الموت يقال :
«الأرض بين يديه كالقصعة (٢) يمدّ يده حيث يشاء؟
قال : نعم» (٣).
٢ ـ حديث أسباط بن سالم مولى أبان قال : قلت لأبي عبداللّه عليهالسلام : جعلت فداك! يعلم ملك الموت بقبض من يقبض؟
قال :
«لا إنّما هي صكاك (٤) تتنزّل من السماء : اقبض نفس فلان بن فلان» (٥).
واعلم أنّه يطيب به المؤمن ويُبشّر به ولا يكون إكراها عليه ، ويرهق به الفاجر ويكون مستحقّا له كما في الأحاديث التالية :
__________________
(١) سورة السجدة : (الآية ١١).
(٢) القصعة : الجفنة.
(٣) بحار الأنوار : (ج٦ ص١٤٤ ب٥ ح١٢).
(٤) صكاك جمع صكّ وهو الكتاب الذي يكون كالسجل.
(٥) بحار الأنوار : (ج٦ ص١٤٥ ب٥ ح١٦).