فبموت الإنسان يبدأ هذا العالم الأوسط ، ويجري فيه الجزاء بالثواب أو العقاب ؛ فإنّه وإن مات البدن إلاّ أنّ الروح حي باقٍ حسّاس مشعر يحسّ اللذّات والآلام.
والمعتقد الصحيح هو بقاء الأرواح كما صرّح به شيخ المحدّثين الصدوق قدسسره (١).
بل المستظهر من الأدلّة كالآيات الكثيرة والأخبار المستفيضة والبراهين القطعيّة هو أنّ النفس باقية بعد الموت في عالم البرزخ .. إمّا معذّبة كمن مُحض الكفر ، أو منعمة كمن محض الإيمان ، أو يلهى عنها كمن كان من المستضعفين ، وقد يذوق شيئا من الجهد إن كان من العاصين.
ويدلّ على بقاء الروح ، الكتاب والسنّة بالبيان التالي :
١ ـ دليل الكتاب على بقاء الروح :
١ ـ قوله تعالى : (وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللّه أَمْوَاتا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّه مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) (٢).
٢ ـ قوله تعالى : (وَلاَ تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللّه أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لاَ تَشْعُرُونَ) (٣).
__________________
(١) الإعتقادات للصدوق : (ص٤٧).
(٢) سورة آل عمران : (الآيتان ١٦٩ و ١٧٠).
(٣) سورة البقرة : (الآية ١٥٤).