(٣) ـ القبر
القبر من المراحل الوسطى للإنسان وهو تكرمة له في البدن وستر له في الأرض وحفظ له عن الهوام والمؤذيات ، وقد جعله اللّه وقدّره للإنسان فيما بيّن من مراحله بقوله عزّ إسمه : (قُتِلَ الاْءِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ * مِنْ أَىِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ * مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ * ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ * ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ) (١).
وأوّل شيء يكون في القبر بعد الدفن هو مساءلة العبد ، فيُسأل المكلّف الكامل عن ربّه وعن نبيّه وعن وليّه وعن دينه والحجج عليه ، بعد أن تُردّ الحياة إلى العبد إمّا كاملاً أو إلى بعض بدنه ، كما أفاده العلاّمة المجلسي أعلى اللّه مقامه (٢).
واعتقادنا في مساءلة القبر أنّها حقّ لابدّ منها فمن أجاب بالصواب فاز بروح وريحان في قبره ، وبجنّة ونعيم في الآخرة.
ومن لم يأت بالصواب فله نُزُلٌ من حميم في قبره وتصلية جحيم في آخرته ، كما أفاده الشيخ الصدوق طاب ثراه (٣).
وقد جاءت الآثار الصحيحة عن النبي صلىاللهعليهوآله بأنّ الملائكة تنزل على
__________________
(١) سورة عبس : (الآيات ١٧ ـ ٢١).
(٢) بحار الأنوار : (ج٦ ص٢٧٠).
(٣) إعتقادات الصدوق : (ص٥٨).