المقبورين فتسألهم عن أديانهم ، وألفاظ الأخبار بذلك متقاربة ، فمنها أنّ ملكين للّه تعالى يقال لهما : ناكر ونكير ينزلان على الميّت فيسألانه عن ربّه ونبيّه ودينه وإمامه. فإن أجاب بالحقّ سلّموه إلى ملائكته النعيم ، وإن اُرْتِجَ عليه (١) سلّموه إلى ملائكة العذاب ، كما أفاده المفيد في التصحيح (٢).
وفي بعض الأخبار أنّ اسم الملكين اللذين ينزلان على المؤمن مبشّر وبشير كما في بحار الأنوار (٣) ، وهو المستفاد من الدعاء المروي في أدعية شهر رجب في المصباح (٤) جاء فيه : «وأدرأ عنّي منكرا ونكيرا وأرِ عيني مبشّرا وبشيرا».
وقد ذكر العلاّمة المجلسي الكثير من أخبار هذه المساءلة في بحار الأنوار ، في أحوال البرزخ والقبر نختار منها ما يلي :
١ ـ حديث ابن أبي البلاد ، عن أبيه ، عن بعض أصحابه يرفعه إلى النبي صلىاللهعليهوآله أنّه قال لبعض أصحابه :
«كيف أنت إذا أتاك فتّانا القبر؟ فقال : يارسول اللّه! ما فتّانا القبر؟ قال : ملكان فظّان غليظان ، أصواتهما كالرعد القاصف ، وأبصارهما كالبرق الخاطف ، يطئان في أشعارهما ، ويحفران بأنيابهما ، فيسألانك ؛ قال : وأنا على مثل هذه الحال (٥)؟ قال : وأنت على مثل
__________________
(١) يقال : اُرتج على القارئ إذا لم يقدر على القراءة واستغلق عليه الكلام.
(٢) تصحيح إعتقادات الإمامية : (ص٩٩).
(٣) بحار الأنوار : (ج٦ ص٢٨٠).
(٤) المصباح لشيخ الطائفة : (ص٧٣٩).
(٥) لعلّه بمعنى حال الإيمان والمحبّة لكم.