الجهة الثانية :
وحدانيّة اللّه تعالى
بعد معرفة وجود اللّه القدسي ، واليقين بوجوده السرمدي ، لنعرف هل أنّ وجوده واحد أحدي ، يعني واحدٌ لا شريك له ولا شبيه ، ولا جزء له ولا نظير؟
وتوحيده هذا أيضا ممّا هو عيانٌ لا يحتاج إلى بيان ، بل تقضي به الفطرة السليمة ولا تحتاج إلى إقامة الأدلّة.
ألا ترى أنّ كلّ إنسان يتوجّه قلبه ويتّجه وجدانه ويفزع ضميره عند الحاجة والإضطرار إلى مصدر واحد ، للإستعانة والإلتجاء ، ممّا يكشف أنّ القلب والعقل والفطرة تعرف أنّ اللّه تعالى واحد لا شريك له فلا تتوجّه إلى غيره ، ولا ترى التعدّد في الخالق المستغاث الذي تسأله حاجته حتّى تطلب منه نجاته ..
هذا أمر واضح إلاّ أنّه نذكر براهين التوحيد من باب تمام الحجّة وكمال المحجّة.
وينبغي التنبيه في البداية على حقّ المعنى والمعنى الحقّ ، في توحيد اللّه تعالى ووحدانيته وهو ما فسِّر في لسان أهل البيت عليهمالسلام ، المتّصلين باللّه والناطقين عنه ، والعارفين به حقّ معرفته ، يبيّنون عنه ، ولا يسبقونه بالقول ، وهم الحجج من قِبَله والمعصومون الصادقون عليه .. وقد فسّروا عليهمالسلام التوحيد بنفي الشريك