«... فقول القائل : واحد يقصد به باب الأعداد ، فهذا ما لا يجوز ، لأنّ ما لا ثاني له لا يدخل في باب الأعداد ، أما ترى أنّه كفر من قال : ثالث ثلاثة.
وقول القائل : هو واحد من الناس ، يريد به النوع من الجنس ، فهذا ما لا يجوز عليه لأنّه تشبيه (١) ، وجلّ ربّنا عن ذلك وتعالى.
وأمّا الوجهان اللذّان يثبتان فيه ، فقول القائل : هو واحد ليس له في الأشياء شبه ، كذلك ربّنا. وقول القائل : إنّه عزوجل أحدي المعنى ، يعني به أنّه لا ينقسم في وجود ولا عقل ولا وهم ، كذلك ربّنا عزوجل» (٢).
ودليل الوحدانية هو ما يلي :
١ ـ دليل الكتاب :
صرّح القرآن الكريم بوحدانية مُنَزِّله تعالى في آيات كثيرة جدّا تزيد على المئة أحصاها العلاّمة المجلسي في البحار (٣) تحت عنوان «باب التوحيد ونفي الشريك».
وجمعت أيضا في تفصيل آيات القرآن الحكيم (٤) ، نتبرّك بذكر بعضها مثل :
١ ـ قوله تعالى : (وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمُ) (٥).
__________________
(١) أي تشبيه الخالق بالمخلوقات التي لها جنس ونوع.
(٢) توحيد الصدوق : (ص٨٣ باب معنى الواحد و ... ح٣).
(٣) بحار الأنوار : (ج٣ ص١٩٨ الباب٦).
(٤) تفصيل آيات القرآن الحكيم : (ص١٢٩).
(٥) سورة البقرة : (الآية ١٦٣).