فقد قال النووي في شرح صحيح مسلم : «قال القاضي عياض : مذهب أهل السنّة جواز الشفاعة عقلاً ، ووجوبها سمعا بصريح الآيات ، وبخبر الصادق ، وقد جاءت الاثار التي بلغت بمجموعها التواتر بصحّة الشفاعة في الآخرة لمذنبي المؤمنين ، وأجمع السلف الصالح من بعدهم من أهل السنّة عليها» (١).
ثمّ إنّ الدليل على الشفاعة ثابت بالأدلّة العلميّة من الكتاب الكريم والسنّة المتواترة.
أمّا الكتاب فمثل :
١ ـ قوله تعالى : (لاَ يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلاَّ مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدا) (٢).
٢ ـ قوله تعالى : (يَوْمَئِذٍ لاَ تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِىَ لَهُ قَوْلاً) (٣).
٣ ـ قوله تعالى : (يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ) (٤).
إلى غير ذلك من آي الكتاب الكريم.
__________________
(١) بحار الأنوار : (ج٨ ص٦٢).
(٢) سورة مريم : (الآية ٨٧).
(٣) سورة طه : (الآية ١٠٩).
(٤) سورة الأنبياء : (الآية ٢٨).