مستحيل فإذا إستحال التعدّد صدق ضدّه وهي الوحدة.
فاللّه واحد لا شريك له ، وقديم لا قديم معه ، علما بأنّ صفاته الذاتية الشريفة عين ذاته فلا تكون معيّةٌ له ، فيستفاد ثبوت الوحدة وإمتناع التعدّد وعدم إمكان تعدّد القدماء.
٥ ـ خطبة سيّدنا الإمام الرضا عليهالسلام الجليلة في مجلس المأمون وقد جاء فيها :
«أوّل عبادة اللّه معرفته ، وأصل معرفة اللّه توحيده ...» (١).
إلى غير ذلك من أحاديث أنوار المعارف الحقّة ، المروية عن أئمّة الطائفة المحقّة ، الهادية للاُمّة والخليقة.
٣ ـ دليل العقل :
بالإضافة إلى فطرية التوحيد والتجاء النفس إلى إله واحد عند التضرّع والشدّة الكاشف عن أحديّة المَلجَأ كما عرفت ... يحكم العقل بأدلّته القطعيّة ، وبراهينه الوجدانية ، بوحدانية الخالق تعالى.
وجاء إستدلال العقل بأنحاء كثيرة نختار منها تقريرات ثمانية يثبت بها المطلوب ويحصل منها الغرض وهي :
الأوّل : برهان الإرتباط والتدبير
إنّ الإنسان إذا تأمّل بفكر سليم وعقل مستقيم في هذا العالم الكبير والكون الشهير ، من أعالي سماواته إلى أعماق أراضيه وما في أجوافه وبحاره ، رأى
__________________
(١) توحيد الصدوق : (ص٣٤ باب التوحيد ونفي التشبيه ح٢).