فإن كان قادرا كان الآخر ممنوعا ، والممنوع حادث ، والحدوث ليس من صفات الإله.
وإن لم يكن قادرا لزم عجزه ونقصه ، والعجز أيضا ليس من صفات اللّه فيستحيل الشريك على كلا التقديرين ، ويثبت أنّ الإله واحد لا شريك له ، وهو الإله القادر جلّت قدرته» (١).
السادس : برهان الدَّفْع
فإنّ وجوب الوجود للّه تعالى الذي هو مسلّمٌ يستلزم القدرة والقوّة الكاملة على جميع الممكنات ، بحيث يقدر على دفع جميع ما يضادّه ويقابله بنحو مطلق.
فإنّ عدم القدرة على هذا الدفع نقصٌ ، والنقص عليه محالٌ بالضرورة ، لوجوب وجوده.
وعليه فشريكه مندفع بالبداهة ، ومستحيل وجوده بالوضوح ، فيكون هو تعالى واحدا لا شريك له.
وقد أفاد هذا الدليل وما يليه من الدليلين التاليين بعض العلماء والحكماء.
السابع : دليل الكمال
إنّ التفرّد بالصنع كمالٌ للصانع ، والشركة مستلزمة لسلب هذا الكمال ، وسلب الكمال عن ذاته المقدّسة المستجمعة لجميع الصفات الكمالية محالٌ ببداهة ، فلا يكون له شريك لأنّ الشريك يستلزم سلب الكمال ، وسلب الكمال باطل ، فوحدة الصانع هي الحقّ.
__________________
(١) توحيد الصدوق : (ص٢٦٩).