الجهة الثالثة :
صفات اللّه تعالى
من مسلّمات الدين الحنيف ، أنّه لا سبيل للمخلوق إلى معرفة ذات الخالق والإحاطة به ومعرفة حقيقته.
فقد قال اللّه تعالى : (يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْما) (١).
وورد في دعاء المشلول المروي عن أمير المؤمنين عليهالسلام :
«يامن لا يعلم ما هو ولا كيف هو ولا أين هو ولا حيث هو إلاّ هو» (٢).
وفي دعاء مولانا السجّاد عليهالسلام :
«ولم تجعل للخلق طريقا إلى معرفتك إلاّ بالعجز عن معرفتك» (٣).
وقد قام البرهان ودلّ الوجدان وأدرك العقل بالعيان أنّه لم يُعطَ للمخلوق وسيلة يَعرِفُ بها ذات خالقه ، إذ الأعضاء والحواس الإنسانية على دقّتها وعظمتها هي مقاييس مادّية نحسّ بها المخلوقات والماديات فقط.
__________________
(١) سورة طه : (الآية ١١٠).
(٢) مصباح الكفعمي : (ص٢٦٠).
(٣) مفاتيح الجنان المعرّب : (ص١٢٧ ، مناجات العارفين).