«هو الدالّ بالدليل عليه ، والمؤدّي بالمعرفة إليه» (١).
وعلى الجملة فالمذهب الصحيح في المعارف الحقّة هو : معرفة صفات اللّه تبارك وتعالى بواسطة بيان كتابه الكريم وأحاديث مهابط وحيه ، النبي وآله المعصومين (صلوات اللّه وسلامه عليهم أجمعين) ، كما نُصّ على الإهتداء بهما والتمسّك بكليهما في عموم حديث الثقلين : «كتاب اللّه والعترة» ، وخصوص أحاديث أهل البيت عليهمالسلام التي منها ما يلي :
١ ـ حديث سليمان بن خالد قال : قال أبو عبداللّه عليهالسلام :
«إيّاكم والتفكّر في اللّه (٢) ؛ فإنّ التفكّر في اللّه لا يزيد إلاّ تَيها (٣) إنّ اللّه عزوجل لا تدركه الأبصار ، ولا يوصف بمقدار» (٤).
٢ ـ حديث عبدالرحيم القصير قال : كتبت على يدي عبدالملك بن أعين إلى أبي عبداللّه عليهالسلام بمسائل فيها : أخبِرني عن اللّه عزوجل هل يوصف بالصورة وبالتخطيط ، فإن رأيت ـ جعلني اللّه فداك ـ أن تكتب إليّ بالمذهب الصحيح من التوحيد. فكتب (صلّى اللّه عليه) على يدي عبدالملك بن أعين :
«سألت رحمك اللّه عن التوحيد وما ذهب فيه من قبلك ، فتعالى اللّه الذي ليس كمثله شيء ، وهو السميع البصير ، تعالى اللّه عمّا يصفه الواصفون المشبّهون اللّه تبارك وتعالى بخلقه ، المفترون على اللّه. واعلم رحمك اللّه أنّ المذهب الصحيح في التوحيد ما نزل به القرآن
__________________
(١) الإحتجاج للطبرسي : (ج١ ص٢٠١ إحتجاجات أمير المؤمنين عليهالسلام في التوحيد).
(٢) أي في ذات اللّه تعالى.
(٣) التيه هو التحيّر والضلالة.
(٤) بحار الأنوار : (ج٣ ص٢٥٩ الباب٩ ح٤).