صفاته عين ذاته ـ كما عرفت ـ لذلك نكتفي في التشرّف بذكر أشهر صفاته الشريفة ونعوته المباركة.
ويلزم التنبيه في البدء على أنّ صفاته المقدّسة تنقسم إلى ضربين :
١ ـ صفات الذات ، كالوجود والعلم والقدرة والحياة والسرمدية ونحوها ممّا هي عين ذاته المقدّسة.
٢ ـ صفات الفعل ، كالخالقية والرازقية والإحياء والإماتة ونحوها التي إنتزعت بإعتبار المخلوق والمرزوق والمحيى والممات ، فهذه صفات أفعاله لا ذاته ، والكمال في هذه الصفات الأخيرة هي قدرته عليها .. وتلك القدرة هي عين ذاته.
ثمّ الضابط في الفرق بين صفات الذات وصفات الفعل كما أفاده الأعاظم مثل السيّد الشبّر في كتابه حقّ اليقين هو :
«إنّ صفات الذات هي ما اتّصف اللّه تعالى بها وامتنع اتّصافه بضدّها ، كالعلم والقدرة والحياة ونحوها ، فإنّه لا يجوز أن يقال أنّ اللّه عالم بكذا غير عالم بكذا ، أو قادر على كذا وغير قادرٍ على كذا ، وسميع وبصير بكذا وغير سميع وبصير بكذا ونحو ذلك.
وأمّا صفات الفعل فهي ما يتّصف اللّه تعالى بها وبضدّها ، كالخالقية والرازقية فإنّه يجوز أن يقال : إنّ اللّه تعالى خلق زيدا ولم يخلق إبنه ، وأحيى زيدا وأمات عمرا وأفقر بكرا وأغنى خالدا ونحو ذلك ..» (١).
وقد استفيدت هذه الضابطة من ثقة الإسلام الكليني قدسسره في كتابه الشريف الكافي تحت عنوان «جملة القول في صفات الذات وصفات الفعل» ، ذكر هذه
__________________
(١) حقّ اليقين : (ج١ ص٤١).