البهجة والنضارة التي تحرّك الرجال لما فيه دوام النسل وبقاؤه» (١).
٢ ـ عجائب الخلقة في جهاز الصوت والتكلّم في الإنسان :
«أطل الفكر يامفضّل! في الصوت والكلام وتهيئة آلاته في الإنسان ، فالحنجرة كالاُنبوبة لخروج الصوت ، واللِّسان والشفتان والأسنان لصياغة الحروف والنغم.
ألا ترى أنّ من سقطت أسنانه لم يُقم السين ، ومن سقطت شفته لم يصحّح الفاء ، ومن ثقل لسانه لم يفصح الراء ، وأشبه شيء بذلك المزمار الأعظم ، فالحنجرة يشبه قصبة المزمار ، والرئة تشبه الزقّ (٢) الذي ينفخ فيه لتدخل الريح ، والعضلات التي تقبض على الرية ليخرج الصوت كالأصابع التي تقبض على الزقّ حتّى تجري الريح في المزمار ، والشفتان والأسنان التي تصوغ الصوت حروفا ونغما كالأصابع التي يختلف في فم المزمار فتصوغ صفيره ألحانا ، غير أنّه وإن كان مخرج الصوت يشبه المزمار بالدلالة والتعريف فإنّ المزمار بالحقيقة هو المشبه بمخرج الصوت» (٣).
٣ ـ عجيب الصنعة في العين والأجفان والأشفار لحاجة الإنسان :
«تأمّل يامفضّل! الجفن على العين ، كيف جعل كالغشاء ، والأشفار
__________________
(١) بحار الأنوار : (ج٣ ص٦٢).
(٢) الزقّ بكسر الزاء : الجلد النافخ الذي يستعمل في المزمار.
(٣) بحار الأنوار : (ج٣ ص٧١).