كالأشراج (١) ، وأولجها في هذا الغار ، وأظلّها بالحجاب وما عليه من الشعر» (٢).
٤ ـ عجائب الصنعة الباطنية في الإنسان :
«يامفضّل! مَن غَيَّب الفؤاد في جوف الصدر ، وكساه المدرعة التي هي غشاؤه ، وحَصّنَه بالجوانح وما عليها من اللحم والعصب لئلاّ يصل إليه ما ينكؤه (٣)؟
من جعل في الحلق منفذين؟ أحدهما لمخرج الصوت وهو الحلقوم المتّصل بالرئة ، والآخر منفذ الغذاء وهو المريء المتّصل بالمعدة الموصل الغذاء إليها ، وجعل على الحلقوم طبقا يمنع الطعام أن يصل إلى الرئة فيقتل.
من جعل الرئة مروّحة الفؤاد لا تفتر ولا تخلّ؟ لكيلا تتحيّز الحرارة في الفؤاد فتؤدّي إلى التلف.
من جعل لمنافذ البول والغائط أشراجا تضبطهما؟ لئلاّ يجريا جريانا دائما فيفسد على الإنسان عيشه فكم عسى أن يحصي المحصي من هذا؟ بل الذي لا يحصى منه ولا يعلمه الناس أكثر.
من جعل المعدة عصبانيّة شديدة وقدّرها لهضم الطعام الغليظ؟
ومن جعل الكبد رقيقة ناعمة لقبول الصفو اللطيف من الغذاء ، ولتهضم وتعمل ما هو ألطف من عمل المعدة إلاّ اللّه القادر؟
__________________
(١) وفي نسخة الأشراج ، وهي العُرى.
(٢) بحار الأنوار : (ج٣ ص٧٣).
(٣) أي ما يجرحه ويؤذيه.