أترى الإهمال يأتي بشيء من ذلك؟
كلاّ ، بل هو تدبير من مدبّر حكيم ، قادر عليم بالأشياء قبل خلقه إيّاها ، لا يعجزه شيء وهو اللطيف الخبير» (١).
٥ ـ عجائب الخلقة في عظام الإنسان ودمه وأظفار أصابعه وهيئة اُذنه والدقّة في خلقه
«فكّر يامفضّل! لِمَ صار المخّ الرقيق محصّنا في أنابيب العظام؟ هل ذلك إلاّ ليحفظه ويصونه؟
لِمَ صار الدم السائل محصورا في العروق بمنزلة الماء في الظروف إلاّ لتضبطه فلا يفيض؟
لِمَ صارت الأظفار على أطراف الأصابع إلاّ وقاية لها ومعونة على العمل؟
لِمَ صار داخل الاُذن ملتويا كهيأة الكوكب (٢) إلاّ ليطّرد فيه الصوت حتّى ينتهي إلى السمع وليتكسّر حمّة الريح فلا ينكأ في السمع؟
لِمَ حمل الإنسان على فخذيه وإليتيه هذا اللحم إلاّ ليقيه من الأرض فلا يتألّم من الجلوس عليهما ، كما يألم من نحل جسمه وقلّ لحمه إذا لم يكن بينه وبين الأرض حائل يقيه صلابتها؟ ...» (٣).
٦ ـ حسن التدبير في خلق شعر الإنسان وأظفاره عديمي الحسّ حتّى لا يتأذّيان بالقصّ
__________________
(١) بحار الأنوار : (ج٣ ص٧٣).
(٢) وفي بعض النسخ : اللولب ، وهي الآلة ذات محور له دوائر ناتئة.
(٣) بحار الأنوار : (ج٣ ص٧٤).