ذكورا وبعضها يأتي اُناثا ليدوم التناسل ولا ينقطع.
لِمَ صار الرجل والمرأة إذا أدركا نبتت لهما العانة ثمّ نبتت اللّحية للرجل وتخلّفت عن المرأة لولا التدبير في ذلك؟ فإنّه لمّا جعل اللّه تبارك وتعالى الرجل قيّما ورقيبا على المرأة وجعل المرأة عُرسا وخولاً للرجل (١) أعطى الرجل اللّحية لما له من العزّة والجلالة والهيبة ، ومنعها المرأة لتبقى لها نضارة الوجه والبهجة التي تشاكل المفاكهة والمضاجعة.
أفلا ترى الخلقة كيف تأتي بالصواب في الأشياء وتتخلّل مواضع الخطأ ، فتعطي وتمنع على قدر الإرب والمصلحة بتدبير الحكيم عزوجل (٢).
١١ ـ عجائب الحكمة في خلقة الحيوانات ، وتربيتها منذ ولادتها وإنفقاس البيضة عنها إلى حين تربيتها وتغذيتها إلى أن تكمل :
«انظر الآن إلى ذوات الأربع كيف تراها تتّبع اُمّاتها (٣) مستقلّة بأنفسها لا تحتاج إلى الحمل والتربية كما تحتاج أولاد الإنس ، فمن أجل أنّه ليس عند اُمّهاتها ما عند اُمّهات البشر من الرفق والعلم بالتربية والقوّة عليها بالأكفّ والأصابع المهيئة لذلك اُعطيت النهوض والإستقلال بأنفسها ، وكذلك ترى كثيرا من الطير كمثل
__________________
(١) يقال : خوّله اللّه تعالى نعمةً أي أعطاه.
(٢) بحار الأنوار : (ج٣ ص٨٧).
(٣) اُمّات جمع اُمّ ، قيل : إنّها تستعمل في البهائم ، وأمّا في الناس فهي اُمّهات.