والمها (١) والحمير والوعول (٢) والأيائل (٣) وغير ذلك من الوحوش ، وأصناف السباع من الأسد والضباع والذئاب والنمور وغيرها ، وضروب الهوام والحشرات ودواب الأرض ، وكذلك أسراب الطير من الغربان والقطا والإوزّ والكراكي (٤) والحمام وسباع الطير جميعا وكلّها لا يرى منها شيء إذا ماتت إلاّ واحد بعد الواحد يصيده قانص أو يفترسه سبع ، فإذا أحسّوا بالموت كمنوا في مواضع خفيّة فيموتون فيها ، ولولا ذلك لامتلأت الصحاري منها حتّى تفسد رائحة الهواء ويحدث الأمراض والوباء ، فانظر إلى هذا الذي يخلص إليه الناس وعلموه بالتمثيل الأوّل الذي مثّل لهم كيف جعل طبعا وادّكارا في البهائم وغيرها ليسلم الناس من معرّة ما يحدث عليهم من الأمراض والفساد» (٥).
١٥ ـ عجيب التفكير والتدبير في الحيوانات كالغزال الذي يأكل الحيّات ولا يشرب الماء حتّى لا ينتشر السمّ في بدنه ، وكذلك الدلفين يحتال لصيد الطير والثعلب يدبّر غذاءه في صيده :
«فكّر يامفضّل! في الفِطَن التي جعلت في البهائم لمصلحتها بالطبع والخلقة لطفا من اللّه عزوجل لهم ، لئلاّ يخلو من نعمه جلّ وعزّ أحد
__________________
(١) المها جمع مهاة ، وهي : البقرة الوحشية.
(٢) الوعول جمع وعل ، وهو : المعز الجبلي.
(٣) الأيائل جمع أيّل ، نوع من الوعول يمتاز بقرون متشعّبة يسمّى بالفارسية : گوَزن.
(٤) الكراكي جمع كركي بضمّ الكاف الاُولى : طائر كبير أغبر اللون ، طويل العنق والرجلين ، أبتر الذنب ، يأوي إلى الماء.
(٥) بحار الأنوار : (ج٣ ص٩٩).