( في نبوّة يعقوب ويوسف عليهما السّلام )
١٢٧ ـ أخبرنا الشّيخ ابوسعد الحسن بن علي الآرابادي (١) ، والشيّخ ابوالقاسم الحسن بن محمّد الحديقي ، عن جعفر بن محمّد بن العبّاس ، عن أبيه ، عن ابن بابويه ، حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل ، حدّثنا عبد الله بن جعفر ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن محبوب ، عن مالك بن عطيّة ، عن أبي حمزة الثّمالي ، قال : صلّيت مع علي بن الحسين صلوات الله عليهما الفجر يوم الجمعة ، فنهض إلى منزله وأنا معه ، فدعا مولاةً له فقال : لا يقف اليوم على بابي سائل إلّا أطعمتموه ، فانّ اليوم يوم الجمعة قلت : ليس كلّ سائل محقّ.
فقال : أخاف أن يكون بعض من يسألنا محقّاً فلا نطعمه ونردّه ، فينزل بنا أهل البيت ما نزل بيعقوب وآله عليهم السّلام أطعموهم ، إنّ يعقوب كان يذبح كلّ يوم كبشاً ، فيتصدق منه ويأكل هو وعياله منه ، وأنّ سائلاً مؤمناً صوّاماً قوّاماً محقّاً له عند الله منزلة كان مجتازاً غريباً إعتر بباب يعقوب عشيّة الجمعة عند أوان إفطاره ، فهتف على بابه : أطعموا السّائل الغريب الجائع من فضل طعامكم. فلمّا يئس شكا جوعه إلى الله تعالى وبات خاوياً وأصبح صائماً ، وبات يعقوب وآله شباعاً بطاناً ، وأصبحوا عندهم فضلة من طعام ، فأوحى الله تعالى إلى يعقوب صلوات الله عليه : استوجبت بلواي أو ما علمت أنّ البلوى إلى أوليائي أسرع منها إلى أعدائي ، وذلك حسن نظر منّي لأوليائي ، استعدّوا لبلائي.
_________________________________
(١) راجع رياض العلماء (٢ / ٤٣٦) فانّ اللّقب بهذا النّحو مضبوط فيه فقط.