( في ذكر شعيٰا وأصحاب الأخدود وإلياس واليسع ويونس وأصحاب الكهف والرّقيم )
٢٨٦ ـ وباسناده عن جابر ، عن الباقر عليه السلام قال : قال عليّ عليه السلام أوحى الله تعالى جلّت قدرته إلى شعيا عليه السلام أنّي مهلك من قومك مائة ألف ، أربعين ألفاً من شرارهم ، وستّين ألفاً من خيارهم ، فقال عليه السلام : هؤلاء الأشرار فما بال الأخيار ؟ فقال : داهنوا أهل المعاصي ، فلم يغضبوا لغضبي (١).
٢٨٧ ـ وبالاسناد المذكور عن وهب بن منبّه ، قال : كان في بني إسرائيل ملك في زمان شعيا وهم متابعون مطيعون لله ، ثمّ إنّهم ابتدعوا البدع ، فأتاهم ملك بابل ، وكان نبيّهم يخبرهم بغضب الله عليهم ، فلمّا نظروا إلى ما لا قبل لهم به من الجنود تابوا وتضرّعوا.
فأوحى الله تعالى إلى شعيا عليه السلام : إنّي قبلت توبتهم لصلاح آبائهم وملكهم كان قرحة بساقه ، وكان عبداً صالحاً ، فأوحى الله تعالى إلى شعيا أن مر ملك بني إسرائيل فليوص وصيّه وليستخلف على بني إسرائيل من أهل بيته ، فإِنّي قابضه يوم كذا فليعهد عهده ، فأخبر شعيا عليه السلام برسالته عزّ وجل.
فلمّا قال له ذلك ، أقبل على التّضرع والدّعاء والبكاء ، فقال : اللّهم ابتدأتني بالخير من أوّل أمري وسبّبته لي وأنت فيما أستقبل رجائي وثقتي ، فلك الحمد بلا عمل صالح سلف منّي وأنت أعلم منّي بنفسي وأسألك أن تؤخّر عنّي الموت ، وتنسأ لي في عمري ، وتستعملني بما تحبّ وترضى.
_________________________________
(١) بحار الانوار (١٤ / ١٦١) ، برقم : (١).