قال : فطافت به البحار : « فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ » (١) وقال : لمّا صارت السّمكة في البحر الّذي فيه قارون سمع قارون صوتاً لم يسمعه ، فقال للملك الموكّل به : ما هذا الصّوت قال : هو يونس النّبي عليه السلام في بطن الحوت ، قال : فتأذن لي أن أكلّمه ، قال : نعم ، قال : يا يونس ما فعل هارون ؟ قال : مات فبكى قارون ، قال : ما فعل موسى ؟ قال : مات فبكى قارون ، فأوحى الله جلّت عظمته إلى الملك الموكّل به أن خفّف العذاب عن قارون لرقّته على قرابته.
وفي خبر آخر : ارفع عنه العذاب بقيّة أيّام الدّنيا ، لرقّته على قرابته.
وفي هذا الخبر شيءٌ يحتاج إلى تأويل.
ثم قال ابوعبد الله عليه السلام : إنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله يقول : ما ينبغي لأحد أن يقول : أنا خيرٌ من يونس بن متى عليه السلام (٢).
فصل ـ ٦ ـ
٢٩٦ ـ وبالاسناد المذكور عن ابن أورمة ، عن الحسن بن محمّد الحضرمي ، عن عبد الله بن يحيى الكاهلي ، عن أبي عبد الله عليه السلام وذكر أصحاب الكهف ، فقال : لو كلّفكم قومكم ما كلّفهم قومهم : فافعلوا فعلهم. فقيل له : وما كلّفهم قومهم ؟ قال : كلّفوهم الشّرك بالله ، فأظهروه لهم وأسرّوا الإِيمان حتّى جاءهم الفرج وقال : إنّ أصحاب الكهف كذبوا فآجرهم الله وصدقوا فآجرهم الله. وقال : كانوا صيارفة كلام ولم يكونوا صيارفة الدّارهم.
وقال : خرج أصحاب الكهف على غير ميعاد ، فلمّا صاروا في الصّحراء أخذ هذا على هذا وهذا على هذا العهد والميثاق ، ثمّ قال : إظهروا أمركم فأظهروه ، فاذاهم على أمرٍ واحد.
_________________________________
(١) سورة الانبياء : (٨٧).
(٢) بحار الانوار (١٤ / ٣٩١ ـ ٣٩٢) ، برقم : (١١). هكذا سياق الخبر وتركيبه في جميع النّسخ ولكنّ الظّاهر أنّ قوله : وفي هذا الخبر شيء يحتاج إلى تأويل ، مربوط بما يعده أي مرتبط بقول النّبي : ما ينبغي لأحد ... فكان موضعه بعد انتهاء الخبر فغيّر عن موضعه من قبل مستنسخ غير مطّلع وكونه من كلام الشّيخ الرّاوندي ايضاً غير معلوم ولذا ضرب عنه صفحاً في البحار وإنّما فسّر كلامه صلّى الله عليه وآله بما يصحّ تفسيره وتأويله به. راجعه واغتنم.