وقال : إنّ مريم عليه السلام ظهر حملها ، وكانت في وادٍ فيه خمسمائة بكر يعبدون ، وقال : حملته سبع ساعات ، فلمّا ضربها الطّلق خرجت من المحراب إلى بيت دير لهم ، فأجاءها المخاض إلى جذع النّخلة ، فوضعته ، فحملته ، فذهبت به الى قومها ، فلمّا رأوها فزعوا ، فاختلف فيه بنو إسرائيل ، فقال بعضهم : هو ابن الله وقال بعضهم : هو عبد الله ونبيُّه ، وقالت اليهود : بل هو ابن الهنة ويقال للنّخلة الّتي أنزلت على مريم : العجوة (١).
٣٠٦ ـ وباسناده عن ابن أورمة ، عن أحمد بن خالد الكرخي ، عن الحسن بن إبراهيم ، عن سليمان الجعفي ، قال : قال ابوالحسن عليه السلام : أتدري بما حملت مريم ؟ قلت : لا ، قال : من تمر صرفان (٢) أتاها به جبرئيل عليه السلام (٣).
٣٠٧ ـ وباسناده عن سعد بن عبد الله ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن يزيد الكناسي ، قال : قلت لأبي جعفر عليه السلام : كان عيسى حين تكلّم في المهد حجّة الله جلّت عظمته على أهل زمانه ؟.
قال : كان يومئذ نبيّاً حجّةً على زكريّا في تلك الحال وهو في المهد.
وقال : كان في تلك الحال آية للنّاس ورحمة من الله لمريم عليها السلام حين تكلّم وعبّر عنها ونبيّاً وحجّة على من سمع كلامه في تلك الحال ، ثمّ صمت فما تكلّم حتّى مضت له سنتان ، وكان زكريّا عليه السلام الحجّة على النّاس بعد صمت عيسى سنتين.
ثمّ مات زكريّا ، فورثه يحيى عليهما السلام الكتاب والحكمة وهو صبيّ صغير ، فلمّا بلغ عيسى عليه السلام سبع سنين تكلّم بالنّبوّة حين أوحى الله تعالى إليه ، وكان عيسى الحجّة على يحيى وعلى النّاس أجمعين.
وليس تبقى الأرض يا أبا خالد (٤) يوماً واحداً بغير حجّة الله على النّاس منذ خلق الله آدم عليه السلام.
قلت : أو كان عليّ بن أبي طالب عليه السلام حجّة من
الله ورسوله إلى هذه الأمّة في
_________________________________
(١) بحار الانوار (١٤ / ٢١٦) ، برقم : (١٧).
(٢) الصّرفان جنس من التّمر ويقال : الصّرفانة ، تمرة حمراء نحو البرنية وهي أرزن التّمر كلّه ـ المصباح المنير.
(٣) بحار الانوار (١٤ / ٢١٦ ـ ٢١٧) ، برقم : (١٨).
(٤) كنية ليزيد الكناسي.