ثمّ قال : إنّ خالداً دعا قومه فأبوا أن يجيبوه ، وكانت نارٌ تخرج في كلّ يوم ، فتأكل ما يليها من مواشيهم وما أدركت لهم ، فقال لقومه : أرايتم إن رددتها عنكم أتؤمنون بي وتصدّقوني ؟ قالوا : نعم ، فاستقبلها فردّها بثوبه حتّى أدخلها غاراً وهم ينظرون ، فدخل معها فمكث حتّى طال ذلك عليهم ، فقالوا : إنّا لنراها قد أكلته فخرج منها ، فقال : أتجيبونني وتؤمنون بي ؟ قالوا : نار خرجت ودخلت لوقتٍ ، فأبوا أن يجيبوه ، فقال لهم : إنّي ميّت بعد كذا ، فاذا أنا متّ فادفنوني ، ثمّ دعوني أيّاماً فانبشوني ، ثمّ سلوني أخبركم بما كان وما يكون إلى يوم القيامة ، قال : فلمّا كان الوقت جاء ما قال : فقال بعضهم لم نصدّقه حيّاً نصدّقه ميّتاً فتركوه ، وأنّه كان بين النّبي وعيسى عليهما السلام ، ولم تكن بينهما فترة (١).
٣٣٥ ـ وعن ابن بابويه ، حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطّالقاني ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد ، حدّثنا علي بن الحسن بن علي بن فضّال ، عن أبيه ، عن أبي الحسن [ الرّضا ] (٢) عليه السلام قال : إنما سمّي أولوا العزم [ أولى العزم ] (٣) لأنّهم كانوا أصحاب العزائم والشّرائع ، وذلك أنّ كلّ نبيّ بعد نوح عليه السلام كان على شريعته ومنهاجه وتابعاً لكتابه الى زمن إبراهيم عليه السلام ، فكلّ نبي كان في ايّام إبراهيم عليه السلام وبعده كان على شريعة إبراهيم عليه السلام الى زمن موسى عليه السلام فكلّ نبيّ كان في زمن موسى عليه السلام وبعده كان على شريعة موسى ومنهاجه ، إلى أيّام عيسى عليه السلام وكلّ نبيّ كان في أيّام عيسى عليه السلام وبعده كان على شريعة عيسى عليه السلام ومنهاجه وتابعاً له إلى زمن نبيّنا محمّد صلّى الله عليه وآله ، فهؤلاء الخمسة أولوا العزم ، وهم أفضل الأنبياء وشريعة محمّد صلّى الله عليه وآله لا تنسخ إلى يوم القيامة ، ولا نبيّ بعده إلى يوم القيامة ، فمن ادّعى بعده نبيّاً فدمه مباح (٤).
٣٣٦ ـ وفي رواية سماعة بن مهران : قلت لأبي عبد الله عليه السلام « فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ » (٥) قال : هم أصحاب الكتب إنّ نوحاً جاء بشريعة إلى آخر الخبر (٦).
_________________________________
(١) بحار الانوار (١٤ / ٤٥٠) ، برقم : (٢).
(٢ ـ ٣) الزّيادة في الموضعين من البحار.
(٤) بحار الانوار (١١ / ٣٤) ، برقم : (٢٨) عن العيون مع زيادة بعد مباح وهي : لكل من سمع ذلك منه.
(٥) سورة الاحقاف : (٣٥). |
(٦) بحار الانوار (١١ / ٣٥) ، برقم : (٢٩). |