يمين الكعبة وشمالها ، فاعتزلها آدم عليه
السلام حين فرّق بينهما ، فكان (١) يأتيها بالنّهار فيتحدّث عندها فاذا كان الّليل خشى أن تغلبه نفسه فيرجع فمكث بذلك ما شاء الله ثم أرسل إليه جبرئيل عليه السلام فقال : (٢) السّلام عليك يا آدم
الصّابر لبليّته إنّ الله تعالى بعثنى إليك لأعلّمك المناسك الّتي يريد الله أن يتوب عليك بها فانطلق به جبرئيل
فأخذ بيده حتّى أتى مكان البيت فنزل غمام من السّماء فقال له جبرئيل : يا آدم خطّ برجلك حيث أظلّك هذا الغمام فأنّه قبلة لك ولاخر عقب من ذريتك فخطّ هناك آدم برجله فانطلق به
إلى منى فأراه مسجد منى فخطّ برجله بعد ماخطّ موضع المسجد الحرام وبعد ماخطّ البيت ثمَّ
انطلق إلى عرفات فأقام على المعرف ثمَّ أمره جبرئيل عند غروب الشّمس أن يقول :
ربّنا ظلمنا أنفسنا ، سبعاً ليكون سنّة في ولده يعترفون (٣) بذنوبهم هناك ثمَّ
أمره بالافاضة (٤) من عرفات ففعل آدم عليه السلام ذلك ثم انتهى إلى جمع فبات ليلته بها وجمع فيها (٥) الصّلاتين في وقت العتمة في ذلك الموضع إلى ثلث الّليل وأمره اذا طلعت الشّمس أن
يسأل الله تعالى التّوبة والمغفرة (٦) سبع مرّات لتكون
سنّة في ولده فمن لم يدرك عرفات فأدرك جمعاً فقد أدرك حجّة (٧) وأفاض من جمع إلى
منى ضحوة فأمره أن يقرّب إلى الله سبحانه وتعالى قرباناً ليتقبل الله منه ويكون سنّة في ولده فقرّب آدم قرباناً فتقبّل منه قربانه
فأرسل الله ناراً من السّماء فقبضت وقربان آدم (٨) فقال له جبرئيل : يا
آدم إن الله تعالى قد أحسن إليك أن علّمك المناسك فأحلق رأسك تواضعاً لله إذ قرّب (٩) قربانك فحلق آدم
صلوات الله عليه رأسه ثم أخذ جبرئيل عليه السّلام بيد آدم (١٠) لينطلق به إلى البيت
فعرض له إبليس عند
_________________________________
(١) في ق ٢ : وكان.
(٢) وقال : ق ٢.
(٣) معترفون : ق ٣.
(٤) فأفاض : ق ٣ و ٤.
(٥) وجمع بها : ق ٢.
(٦) أن يسأل الله تعالى المغفرة : ق ٢.
(٧) حجّة : ق ٢ و ٤.
(٨) من آدم السّابق إلى آدم هذا سقط من نسخة : ق ١ و ٢.
(٩) إذا قرّبت قربانك : ق ٣. |
(١٠) بيده لينطلق : ق ٤. بيد آدم ينطلق : ق ٣. |