( في ذكر هود وصالح عليهما السلام )
٨١ ـ وبالاسناد المتقدم عن وهب بن منبّه أنّه قال : كان من أمر عاد أنّ كلّ رمل على ظهر الأرض وضعه الله لشيء من البلاد كان مساكن (١) في زمانها ، وقد كان الرّمل قبل ذلك في البلاد ، ولكن لم يكن كثيراً حتّى كان زمان عاد ، وأنّ ذلك الرّمل كان (٢) قصوراً مشيَّدةً وحصوناً ومدائن ومصانع ومنازل وبساتين.
وكانت بلاد عاد أخصب [ من ] (٣) بلاد العرب ، وأكثرها أنهاراً وجناناً ، فلمّا غضب الله عليهم وعتوا على الله ، وكانوا أصحاب الأوثان يعبدونها من دون الله ، فأرسل الله عليهم الريّح العقيم وانّما سميت « العقيم » لأنّها تلقحت بالعذاب ، وعقمت عن الرّحمة (٤) ، وطحنت تلك القصور والحصون والمدائن والمصانع حتّى عاد ذلك كلّه رملاً دقيقاً تسفيه الرّيح ، وكان تلك الرّيح (٥) ترفع الرّجال والنّساء ، فتهب بهم صعدا ، ثمّ ترمي بهم من الجوّ (٦) فيقعون على رؤوسهم منكّسين.
وكانت عاد ثلاثة عشر قبيلة وكان هود عليه السلام في
حسب عاد وثروتها وكان أشبه
_________________________________
(١) في ق ٢ : وكان ساكن.
(٢) في ق ٣ وق ٤ والبحار : كانت.
(٣) الزيادة من ق ٥.
(٤) في ق ٢ وق ٣ : من الرحمة.
(٥) في ق ٢ وق ٤ : الرياح وكان تلك الرياح.
(٦) في ق ٢ : إلى الجو.