[المطففين :] (*) ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون * وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون * ألا يظن اولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم * يوم يقوم الناس لرب العالمين.
٨ ـ نهج : ومن خطبة له في ذكر المكاييل والموازين : عباد الله إنكم وما تأملون من هذه الدنيا أثوياء مؤجلون ، ومدينون مقضون ، أجل منقوص ، وعمل محفوظ ، فرب دائب مضيع ، ورب كادح خاسر ، قد أصبحتم في زمن لا يزداد الخير فيه إلا إدبارا ، والشر فيه إلا إقبالا ، والشيطان في هلاك الناس إلا طمعا ، فهذا أوان قويت عدته ، وعمت مكيدته ، وأمكنت فريسته.
اضرب بطرفك حيث شئت من الناس فهل تبصر إلا فقيرا يكابد فقرا ، أو غيبا بدل نعمة الله كفرا ، أو بخيلا اتخذ البخل الله وفرا ، أو متمردا كأن بإذنه عن سمع المواعظ وقرا ، أين خياركم وصلحاؤكم ، وأين أحراركم وسمحاؤكم ، وأين المتورعون في مكاسبهم والمتنزهون في مذاهبهم ، أليس قد ظعنوا جميعا عن هذا الدنيا الدينة ، والعاجلة المنقضية ، وهل خلفتم إلا في حثالة لا تلتقي بذمهم الشفتان ، استصفارا لقدرهم ، وذهابا عن ذكرهم.
فإنا لله وإنا إليه راجعون ، ظهر الفساد فلا منكر مغير ، ولا زاجر مزدجر أفبهذا تريدون أن تجاوروا الله في دار قدسه ، وتكونوا أعز أوليائه عنده ، هيهات لا يخدع الله عن جنته ، ولا تنال مرضاته إلا بطاعته ، لعن الله الامرين بالمعروف التاركين له ، والناهين عن المنكر العاملين به (١).
٩ ـ نوادر الراوندى : باسناده عن موسى بن جعفر ، عن آبائه عليهمالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إذا طففت امتي مكيالها وميزانها واختانوا وخفروا الذمة وطلبوا بعمل الاخرة الدنيا فعند ذلك يزكون أنفسهم ويتورع منهم (٢).
__________________
(١) نهج البلاغة ج ٢ ص ١٥ ١٧.
(٢) نوادر الراوندى ص ١٦.