أو يعييني رغيف أسوقه إليك في حينه (١).
١٣ ـ وفيما أوحى الله إلى داود عليهالسلام : من انقطع إلى كفيته (٢).
١٤ ـ وعن أبي عبدالله عليهالسلام في حديث مرفوع إلى النبي صلىاللهعليهوآله قال : جاء جبرائيل إلى النبي صلىاللهعليهوآله فقال : يا رسول الله إن الله أرسلني إليك بهدية لم يعطها أحدا قبلك ، قال رسول الله صلىاللهعليهوآله فقلت : ما هي؟ قال : الفقر وأحسن منه قلت : وما هو؟ قال : القناعة ، وأحسن منها ، قلت : وما هو؟ قال : الرضا وأحسن منه ، قلت : وما هو؟ قال : الزهد ، وأحسن منه ، قلت : وما هو؟ قال : الاخلاص وأحسن منه ، قلت : وما هو؟ قال : اليقين وأحسن منه قلت : وما هو؟ قال إن مدرجة ذلك كله التوكل على الله ، قلت : يا جبرئيل وما تفسير التوكل على الله؟ قال : العلم بأن المخلوق لا يضر ولا ينفع ولا يعطي ولا يمنع ، واستعمال اليأس من المخلوق ، فإذا كان العبد كذلك لم يعمل لاحد سوى الله ، ولم يزع قلبه ، ولم يخف سوى الله ، ولم يطمع إلى أحد سوى الله ، فهذا هو التوكل.
قال : قلت : يا جبرئيل فما تفسير الصبر؟ قال : يصبر في الضراء كما يصبر في السراء ، وفي الفاقة كما يصبر في الغنى ، وفي الغناء كما يصبر في العافية ، ولا يشكو خالقة عند المخلوق بما يصيبه من البلاء.
قلت : فما تفسير القناعة؟ قال : يقنع بما يصيب من الدنيا يقنع بالقليل ويشكر باليسير.
قلت : فما تفسير الرضا؟ قال : الراضي الذي لا يسخط على سيده أصاب من الدنيا أو لم يصب ، ولا يرضى من نفسه باليسير.
قلت : يا جبرئيل فما تفسير الزاهد؟ قال : الزاهد يحب من يحب خالقه ، ويبغض من يبغض خالقه ، ويتحرج من حلالها ولا يلتفت إلى حرامها فإن حلالها
__________________
(١) عدة الداعى ص ٦٤.
(٢) عدة الداعى ص ٦٥.