وحرب لمن حاربكم ... فمعكم معكم لا مع غيركم ، آمنت بكم ، وتولّيت آخركم بما تولّيت به أوّلكم ، برئتُ إلى الله من أعدائكم ... من أحبّكم فقد أحبّ الله ، ومن أبغضكم فقد أبغض الله» (١).
نحن بهذه الجمل نعلن البراءة من الناصبين ، ثم نعلن الولاء لأئمّتنا المعصومين تبعا لما أمرنا الله بمودتهم ، والبراءة من أعدائهم بآية المودّة والتطهير والمباهلة. وهذه هي عقيدتنا الصحيحة في الرسول والأئمّة ، لأنا نعتقد بأنّهم أحياء ، يسمعون كلامنا ، ويردّون سلامنا ، ويرونَ مقامنا.
وهناك روايات في كتب أهل السّنة تؤيّد مدّعانا ، وأنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله يرد سلام من يسلّم عليه لقوله : ما من أحد يسلّم عليّ إلاّ ردّالله عليّ روحى حتّى اردّ عليهالسلام (٢).
وفي آخر : من زار قبري بعد موتي كان كمن هاجر اليّ في حياتي ، فإن لم تستطيعوا فابعثوا اليّ بالسلام فإنه يبلغني (٣).
وقد أمر الله رسوله بالسلام على الّذين يأتونه في قوله : (وَإذا جاءَكَ اَلّذينَ يُؤمِنون بِآياتِنا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيكم) (٤).
فكيف به صلىاللهعليهوآله لا يجيب سلام المسلِّم عليه؟! ألا يخالف هذا خلقه العظيم وما أُمرنا به من الأخلاق الفاضلة في قوله تعالى : (إذا حَيَيْتُم بِتَحِيَةٍ فَحَيّوا بِأحَسَن مِنها أَو رُدوها) (٥).
فالرسول الأعظم والأئمّة الأطهار يجيبون سلامنا ، لكننا لا نسمع جوابهم
________________
١ ـ المزار الكبير : ٥٢٨ ـ ٥٣٤.
٢ ـ سنن أبي داوود ٢ : ٢١٨ / ٢٠٤١ ، فتح الباري ٦ : ٤٨٨.
٣ ـ تهذيب الاحكام ٦ : ٣ / ١ واُنظر دعائم الاسلام ١ : ٢٩٦.
٤ ـ الانعام : ٥٤.
٥ ـ النساء : ٨٦.