قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    تاج العروس [ ج ١٤ ]

    10/402
    *

    عَظَّمَهُ وأثَلَ الأَهْلَ إِذا كسَاهُم أفْضَلَ كِسْوَةٍ وأحْسَنَ إليهم وأثَلَ الرجُلُ كَثُرَ مالُهُ وهو مجازٌ وتَأثَّلَ عَظُمَ وتَأَثَّلَ المالَ اكْتَسَبَهُ وجَمَعَهُ واتَّخَذَهُ لِنَفْسِهِ وهو مجازٌ ، وبه فُسِّرَ الحدِيثُ في وصِيِّ اليَتِيمِ : «إنَّه يأكُلُ من مالِهِ غَيْرَ مُتَأثِّلٍ» أي غَيْرَ جامِعٍ وتَأَثَّلَ البِئْرَ احْتَفَرَها * لِنَفْسِهِ قال أبو ذُؤَيْبٍ :

    وقد أرْسَلُوا فُرَّاطَهُم فَتَأثَّلُوا

    قَلِيباً سَفَاهاً كالإمَاءِ القَواعِدِ (١)

    وتَأثَّلَ فُلانٌ بَعْدَ حاجَةٍ اتَّخَذَ أثْلَةً أي مِيرَةً وقِيلَ : التَأْثِلُ اتَّخَاذُ أصْل مالٍ ومنه حدِيثُ جابِرٍ رضي الله تعالى عنه في اليَتِيمِ : «غَيْرُ واقٍ مالِكَ بمالِهِ ولا مُتَأَثِّلٍ من مالِهِ مالاً».

    وتَأثَّلَ الشَّي‌ءُ تَجَمَّعَ والأَثْلَةُ بالفتحِ ويُحَرَّكُ مَتاعُ البَيْتِ وبَزَّتُهُ والأَثْلُ بالفتحِ شَجَرٌ وهو نَوْعٌ مِنَ الطَّرْفَاءِ واحِدَتُهُ أثْلَةٌ وقَدْ خَالَفَ هُنَا اصْطِلاحهُ. وفي الأَسَاسِ هي السَّمُرَةُ أو (٢) عِضَاهَةٌ طويلَةٌ قَويمَةٌ يُعْمَلُ منها نَحْو الأَقْدَاحِ ج أثَلاثٌ محرَّكةً وأُثولٌ بالضمِ قال طُرَيْحٌ :

    ما مُسْبِلٌ زَجَلُ البَعُوضِ أنِيسُهُ

    يَرْمي الجِرَاعَ أُثُولَها وأرَاكَها (٣)

    وفي كَلامَ بَيْهَس المُلَقَّبِ بالنَّعَامَةِ : «لكن بالأثلاتِ لَحْم لا يُظَلَّل» ، يَعْنِي لَحْمَ أُخْوتِهِ القَتْلَى. ويُرْوَى بالأَثلاثِ وقد تَقَدَّمَ والأَثالُ كسَحابٍ وغُرابٍ المَجْدُ والشَّرَفُ تقولُ لَهُ أثَالٌ كأنَّهُ أثَالٌ أي مَجْدُهُ كأنَّه الجَبَلُ وهو مجازٌ وأُثَالٌ كغُرابٍ عَلَمٌ مُرْتَجَلٌ أو من قَوْلِهِم : تأثَّلْتُ بِئْراً إذا حَفَرْتُها وهو جَبَلٌ وقِيلَ : ماءٌ يَنْزِلُ عليه الناسُ إذا خَرَجُوا من البَصْرَةِ إلى المَدِينَةِ ثَلاثَةَ أمْيالٍ لِعَبْسِ بنِ بَغِيْضٍ وهو مَنْزِلٌ لأهْلِ البَصْرَةِ إلى المَدِينَةِ بَعْدَ قُوٍّ وقَبْلَ الناحِيَة أو حِصْنٌ لهم* ببِلادِ عَبْسٍ بالقُرْبِ من بِلادِ بَنِي أَسَدٍ وأُثَالُ أَيضاً ة بالقاعَةِ يُقالُ لها أُثالُ مالِكٍ ملك لِبَنِي سَعْدٍ وأيضاً اسمُ وادٍ يَصُبُّ في وادِي السِتارَةِ وهو المَعْرُوفُ بقُدَيْدٍ يَسِيلُ في وادِي خَيْمَتيَ أُمِّ مَعْبَدٍ قال مُتَمَّمُ بنُ نُوَيْرَةَ :

    قاظَتْ أُثَالَ إلى المَلَا وتَرَبَّعَتْ

    بالحَزْنِ غادِيَةً تُسَنُّ وتُودَعُ (٤)

    وأيضاً ماءٌ قُرْبَ غُمازَةَ وغُمازَةُ كثُمَامَةٍ عَيْنُ ماءٍ لِقَومٍ من بَنِي تَمِيمٍ ولِبَنِي عائِذَةَ بن مالِكٍ قال رَبيعَةُ بنُ مَقْرُومٍ الضَّبِّيُّ :

    وأقْرَبُ مَوْرِدٍ من حيث راحَا

    أثالُ أو غُمازَةُ أو نُطاعُ (٥)

    وقال كُثَيِّرُ :

    إذ هُنَّ في غِلْسِ الظلامِ قَوارِبٌ

    أورَادَ عَيْنٍ من عُيونَ أثَالِ(٦)

    وأيضاً ع بينَ الغُمَيْرِ وبُسْتانِ ابنِ عامِرٍ وبه فُسِّرَ قَوْلُ كُثَيِّرِ الذي سَبَق وأُثَالٌ فَرَسُ ضَمرَةَ بنِ ضَمرَةَ النَّهْشَلِيِّ وهو القائِلُ فيه :

    فَلَو لاقَيْتِني وأُثَالُ فيها

    أعَنْتُ العَبْدَ يَطْعَنُ في كِلاهَا

    وأُثالُ بنُ النُّعْمانِ صَحابِيٌّ هكذا في سائِرِ النُّسَخِ وهو غَلَطٌ إِنَّما الصَّحابِيُّ هو ثُمامَةُ بنُ أُثَالِ بنِ النُّعْمانِ من بَنِي حَنِيفَةَ كما هو في المَعَاجِمِ وهو الذي رَبَطُوه بسارِيَةٍ في المَسْجِدِ ثم أسْلَمَ قال مُحَمَّدُ بنُ إِسْحقَ لمَّا ارْتَدَّ أهْلُ اليَمَامَةِ ثَبَتَ ثُمَامَةُ في قَوْمِهِ على الإِسْلامِ وكانَ مُقِيماً باليَمَامَةِ يَنْهَاهُم عن اتِّباعِ مُسَيْلِمَةَ فلمَّا عَصَوْهُ فارقَهُم وخَرَجَ في طائِفَةٍ يُرِيدُ البَحْرَيْن وصادَفَ مُرُورَ العَلاءِ بنِ الحَضْرَمِيّ لِقِتالِ الحَطْمِ ومَنْ تَبِعَهُ مِنَ المُرْتَدِّين فَشَهِدَ مَعَهُ قِتالَهُم فأعْطَى العلاءُ ثُمَامَةَ ، خَميصَةَ للحَطْمِ يَفْتَخِرُ بها فاشْتَرَاها ثُمامَةُ فلمَّا رَجِعَ ثُمَامَةُ ، قال جماعةُ الحَطْمِ أنْتَ قَتَلْتَ الحَطْمَ قالَ : لم أقْتُلْهُ ولَكِنْ اشْتَرَيْتُ خَمِيصَةً مِنَ المَغْنَمِ فَقَتَلُوهُ ولم يَسْمَعُوا منه رضي‌الله‌عنه. والأثْلَةُ الأَهْبَةُ يُقَال : أخَذْتُ أثْلَةَ الشِّتاءِ أي أهْبَتُهُ عن ابنِ عَبَّادٍ قالَ : والأَثْلَةُ أيضاً الأَصْلُ. يُقال : له أثَلَةُ مالٍ أي أصْلُ مالٍ ج إِثَالٌ كجِبَالٍ ومِنَ المجازِ هو يَنْحِتُ في أثْلَتِنا هكذا في النَّسَخِ والصوابُ

    __________________

    (*) في القاموس : «حَفَرَها» بدل : «احتفرها».

    (١) ديوان الهذليين ١ / ١٢٢ واللسان والصحاح والتهذيب والمقاييس ١ / ٦٠ ومعجم البلدان «أثال».

    (٢) نص الأساس : وقيل : شجرة من العضاه طويلة مستقيمة الخشبة تعمل منها القصاع.

    (٣) اللسان.

    (*) ساقطة من الأصل.

    (٤) من أبيات له في معجم البلدان «أثال» واللسان وفيهما : عازبة بدل غادية.

    (٥) معجم البلدان «نطاع» من أبيات ، وفيه : وأقرب منهل.

    (٦) معجم البلدان «أثال» وفيه : أعداد عين.