وآكالُ المُلُوكِ مآكِلُهُمْ وطُعْمُهم وهو مجازٌ. والآكَالُ من الجُنْدِ أَطْماعُهُم قالَ الأَعْشَى :
جُنْدُك الطارِفُ التليدُ من السَّا |
|
داتِ أَهْل الهِبات والآكَال(١) |
ومن المجازِ : الآكِلَةُ الرَّاعِيةُ يقالُ : كَثُرَت الآكِلَةُ في بلادِ بنِي فلانٍ. ومن المجازِ : آكِلَةُ اللَّحْمِ السِّكِّينُ وأَكْلُها اللَّحْمَ قَطْعُها إياه ، يقالُ جَرَحَه بآكِلَةِ اللَّحمِ وكذلك العَصا المُحَدَّدَةُ على التَّشْبِيهِ ، وقيلَ آكِلَةُ اللَّحمِ : النارُ وقيلَ : السِّياطُ وهذا عن شَمِرٍ لإِحْرَاقِها الجلدِ ، وبجَمِيْعِ ذلِكَ فُسِّرَ قَوْل عُمَرَ رضياللهعنه : «الله ليَضْرِبَنَّ أَحدُكُم أَخَاه بمثلِ آكِلَةِ اللحمِ ثم يَرَى أَني لا أُقِيدُه منه والله لأُقِيدَنَّهُ منه». والمِئْكَلَةُ بالكسرِ القَصْعَةُ الصغيرةُ التي تُشْبِعُ الثَّلاثةَ وقيلَ : هي الصحْفَةُ التي يَسْتَخِفُّ الحيُّ أَن يَطْبِخُوا فيها اللحمَ والعَصِيدَةَ ، وقيلَ : هي البُرْمَةُ الصغيرةُ وقيلَ : كلُّ ما أُكِلَ فيه فهي مِئْكَلةٌ عن اللّحْيانيِّ. وأُكِلَ العُضْوُ والعُودُ كفرِحَ أَكلاً وائْتَكَلَ وتأكَّلَ أكَلَ بعضُه بعضاً وهو مجازٌ ، والاسمُ الأُكالُ كغُرَابِ وكِتابٍ والأَكِلَةُ كفرِحَةٍ داءٌ في العُضْوِ يَأْتَكِلُ منه وهو الحكَّةُ بعَيْنِها وقد تقدَّم. ومن المجازِ : تأَكَّلَ منه إذا غَضِبَ وهاجَ واشْتَدَّ كائْتَكَلَ وسَيَأْتِي شاهِدُه قريباً. ومن المجازِ تأَكَّلَ الكُحْلُ والصَّبِرُ والفِضَّةُ المُذَابةُ والسَّيفُ والبَرْقُ إذا اشْتَدَّ بَريقُه وتوهَّجَ وكذا كلُّ ما له بَصِيصٌ. وتأَكُّلُ السَّيفِ : تَوَهّجُه من الحِدَّةِ قالَ أَوْسُ بن حجر يَصِفُ سَيفاً :
إذا سُلَّ من غِمْدٍ تأكَّلَ أَثْرُهُ |
|
على مِثْل مِصْحَاةِ اللُّجَيْنِ تَأَكُّلا(٢) |
وأكِلَتِ النَّاقةُ كفرِحَ أَكالاً كسحابٍ وأَحْسَنِ منه عِبَارَةُ الصَّاغانيّ : أَكِلَتِ الناقةُ أَكالاً مِثْل سَمعَ سَمَاعاً ، نَبَتَ وبَرُ جَنِينِها فَوَجَدَتْ لذلك حِكَّةٌ وأَذًى في بَطْنِها وعبارةُ العُبَاب : أَشْعَرَ وَلدَها في بَطْنِها فَحَكَّها ذلك وتَأَذَّتْ ، وهي (٣) أَكِلَةٌ كفرِحَةٍ وبها أُكالٌ كغُرابٍ ومن المجازِ : أَكِلَت الأَسْنانُ إذا تَكَسَّرَتْ واحْتَكَّتْ فذَهَبَتْ وذلك من الكِبَرِ. ومن المجازِ : الآكِلُ المَلِكُ والمأكولُ الرَّعِيَّةُ ومنه الحدِيثُ : «مَأْكُول حِمْير خَيْرٌ من آكِلِها» أي رَعِيّتُها خَيْر من وَالِيها نَقَلَه الزَّمَخْشَرِيُّ. والمُؤْكَلُ كمُكْرَمٍ المَرْزوقُ عن أَبِي سَعِيد. والمِئْكالُ المِلْعَقَةُ لأَنَّهُ يُؤْكل بها. ومن المجازِ : أكَلَنِي رأْسي إِكْلَةُ بالكسرِ وأُكالاً بالضمِ والفتحِ مِثْل حَكَّنِي. وسُمِعَ بعضُ العَرَبِ يقولُ : جِلْدِي : يأْكُلُنِي إذا وَجَدَ حَكَّةً وقد تقدَّم البَحْث فيه في «ح ك ك». ومن المجازِ : ائْتَكَلَ فلانٌ غَضَباً إذا احْتَرَقَ وتَوَهَّجَ قالَ الأَعْشَى :
أَبْلِغْ يَزيدَ بَني شَيْبَان مَأْلُكَةً |
|
أَبا ثُبَيْتٍ أَمَا تَنْفَكُّ تَأْتَكِل؟ (٤) |
وقال يَعْقوبُ : إنما هو تَأْتَلِكُ فقُلِبَ ومن المجازِ أَكَّلَ مالِي تأْكيلاً وشَرَّبَهُ إذا أَطْعَمَهُ النَّاسَ وكذا ظَلَّ مالي يُؤَكِّلُ ويُشَرِّبُ أي يَرْعَى كيفَ شاءَ نَقَلَه الصَّاغَانيّ. وفي الحَدِيثِ : «أُمِرْتُ بقَرْيَةٍ تأْكُلُ القُرَى» يقُولُون : يَثْرب أي يَفْتَحُ أَهْلُها القُرَى ويَغْنَمُونَ أَموالَها فَجَعَلَ ذلك أكلاً منها للقُرْى (٥) على سبيلِ التَّمْثِيلِ ، أو هذا تَفْضِيلٌ لها على القُرَى كقولِهم هذا حديثٌ يأكُلُ الأَحاديثَ نَقَلَه الصَّاغَانيُّ.
* وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه :
قرطاسٌ ذُو أُكلٍ بالضمِ إذا كانَ صفيقاً. ورجلٌ أَكَّالٌ كشَدَّادٍ أَكُولٌ ، وقولُهم : هم أَكَلَةٌ رأْسٍ محرَّكةٌ أي قليلٌ يَشْبَعُهم رأْسٌ واحدٌ ، جَمْع آكِلٌ.
والمَأْكَلُ : كمَقْعَدٍ المَكْسَبُ ، وقَوْلُه تَعَالَى : (لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ) (٦) أَي يوسِّعُ عليهم الرِّزْقَ. ويقالُ : ما ذِقْتُ أَكالاً بالفتحِ أَي طعاماً. والأَكِيلُ : الذي يُؤَاكِلُك.
وفي أَسْنانِه أَكَلٌ محرَّكةً أَي أَنَّها مُؤْتَكِلَة. وقَوْلُهم أَكَلَان محرَّكةً للحَكَّةِ عامِيَّةٌ ، وكذا الآكِلَةُ بالمَدِّ ، وقد أَثْبَتَها الثَّعَالِبي في المُضَافِ والمَنْسوبِ ، وأَنْكَرَها الخَفَاجيّ.
وتَأَكَّلَتْ أَسْنانُه تَحَاتَّتْ. وأَكَلَ غَنَمي وشَرِبَها وهو مجازٌ ، وكذا أَكَلَتْ أَظْفَاره الحِجَارَة. وأَكَلَتِ النارُ الحَطَبَ. وائْتَكَلَتْ اشْتَدَّ الْتهابُها ، كأَنَّما يَأْكُلُ بعضُها بعضاً.
__________________
(١) ديوانه ط بيروت ص ١٦٨ واللسان والمقاييس ١ / ١٢٢.
(٢) ديوانه ص ٨٥ واللسان والتكملة والتهذيب والأساس والصحاح والمقاييس ١ / ١٢٣.
(٣) على هامش القاموس عن نسخة اخرى : «فهي».
(٤) ديوانه ط بيروت ص ١٤٨ والصحاح واللسان وعجزه في التهذيب.
(٥) عن التكملة وبالأصل «القرى».
(٦) سورة المائدة الآية ٦٦.