ببَيْعٍ فيَبِيعُ اليَوْمَ شيئاً وغداً شيئاً آخَرَ. قالَ أَبُو الهَيْثم : والعامَّةُ تقولُ بَقَّالٌ وسَيَأْتي ذلك أَيْضاً في «ب ق ل». وبَادَوْلَي بفتحِ الدَّال مقصوراً وعلى هذا اقْتَصَرَ الصَّاغَانِيُّ في التَكْمِلَةِ (١) ، وتُضَمُّ دالُه أَيْضاً ع في سرادِ بَغْدَادَ قالَ الأَعْشَى :
حَلَّ أَهْلِي ما بَيْنَ دُرْتَي فَبادُوْ |
|
لي وحَلَّتْ عُلْوِيَّة بالسِّخَالِ (٢) |
وقيلَ : بادُوْلَى : موضِعٌ ببَطْنِ فلج من أَرْضِ اليَمَامَةِ فمن قالَ هذا رَوَى بَيْتَ الأَعْشَى دُرْنَى بالنُّونِ ، لأَنَّه موضِعٌ باليَمَامَةِ كذا في المعجمِ وكزُبَيْرٍ بُدَيْلُ بنُ وَرْقاءَ بنَ عَبْد العزى بنَ رَبِيْعةَ من كبارِ مسْلِمَة الفتحِ. وبُدَيْلُ بنُ مَيْسَرَةَ (٣) بنُ أُمِّ أَصْرَمَ الخُزاعِيَّانِ هكذا في سائرِ النسخِ قالَ شَيْخُنا : والذي في الرَّوضِ الأَنفِ أنَّ بُدَيْلَ بنَ أُمِّ أَصْرَمَ هو بُدَيْلُ سَلَمَةَ. وكَلامُ المصنِّفِ صَرِيحٌ في أَنَّه غيرُه وأنَّه وابنُ مَيْسَرَةَ سَوَاءٌ فتأمَّل.
قلْتُ : والذي في العُبَابِ : وبُدَيْلُ بنُ وَرْقَاءَ وبُدَيْلُ بنُ سَلَمَةَ الخُزَاعِيَّانِ رَضِيَ الله تعَالَى عنهما لَهُما صُحْبَةٌ. وفي معجمِ ابنِ فَهْد : بُدَيْلُ بنُ سَلَمَةَ بنَ خَلَفٍ السَّلُولِيُّ ، وقيل : بُدَيْلُ بنُ عَبْدِ مَنَافِ بنَ سَلَمَةَ قيل له صُحْبَةٌ. وفي مُخْتَصَرِ تهْذِيبِ الكَمَالِ للذَّهَبِي : بُدَيْلُ بنُ مَيْسَرَةَ العُقَيْلِيُّ عن صفِيَّةُ بنْت شِيَبةَ وأَنَسَ ، وعنه شُعْبَةُ وحَمّادُ بنُ زَيْدٍ وخَلْقٌ ، ثِقَةٌ مَاتَ سَنَةَ ٢١٣ ، وهو من رجَالِ مُسْلم والأَرْبَعة. فسياقُ المصنِّفِ فيه خَطَأٌ من وُجُوهٍ : الأَوَّلُ : جَعَلَه ابنُ مَيْسَرَةَ وابنُ أَصْرَمَ (٤) سَوَاءٌ وهُما مُخْتَلِفانِ ، والصَّوابُ في ابنِ أَصْرَمَ (٤) هو ابنُ سَلَمَةَ. وثانياً : جَعَلَه خُزاعِيّاً ولَيْسَ هو كذلك ، بل هو عُقَيْلِيُّ ، وإنْما الخزُاعِيُّ الثاني هو ابنُ عَمْرِو بنِ كُلْثُوم الآتي. وثالِثاً : عَدَّهُ من الصَّحَابةِ وابنُ مَيْسَرَةَ تابِعيٌّ كما عَرَفْتَ فتأمَّلْ. وبُدَيْلُ بنُ عَمْرِو بنِ كُلْثوم ، وقيلَ : بُدَيْلُ بنُ كُلْثوم الخُزَاعِيُّ له وِفَادَةٌ ، وبُدَيْلُ بنُ مارِيَةَ مَوْلَى عَمْرِو بنِ العاصِ رَوَى عنه ابنُ عبَّاسٍ والمُطَّلبُ بنُ أَبِي وَدَاعَةَ قصَّةَ الجَامِ لمَّا سافَرَ هو وتَمِيمُ الدَّارِيُّ ، وكذا قالَ ابنُ مُنْدَه وأَبُو نَعِيْمِ ، وإِنَّما هو بُزَيْلُ ، وبُدَيْلُ آخَرُ غَيْرُ مَنْسوبٍ قالَ موسَى بنُ عليِّ بنِ رَبَاحٍ عن أَبيهِ عنه رضياللهعنه أَنَّه رَأَى النبيَّ ، صلىاللهعليهوسلم ، يمسَحُ على الخُفِّينِ مصريّ ، صحابيُّونَ رضياللهعنهم وفَاتَه بُدَيْلُ بنُ عَمْرِو الأَنْصَارِيّ الخطمِيّ رَضِيَ الله تعَالَى عنه عَرَضَ على رَسُولِ الله ، صلىاللهعليهوسلم رقية الحيَّةِ جاءَ من وَجْهٍ غَرِيبٍ ، وأَحمدُ بنُ بُدَيْلٍ الإِيامِيُّ وجماعةٌ آخَرُون ضُبِطُوا هكذا. وكأَميرٍ بدَيلُ بنُ عليٍّ عن يوسف بن عبد الله الأَرْدَبيليُّ هكذا نصّ الذَهَبِيّ وغيره. وسياقُ المصنِّفِ يَقْتَضِي أَنْ يكونَ بَدِيلُ هو الأَرْدَبيليُّ وهو خَطَأُ إِنَّما هو شيْخُه مَعَ أَنَّه لم يَتَعَرَّض لأَرْدَبيل في موضِعِه وهو غَرِيبٌ.
وبَدِيلُ بنُ أحمدَ الهَرَوِيُّ الحافِظُ عن أَبي العباسِ الأَصمِّ ، وبَدِيلُ بنُ أَبي القاسِمِ الخُوَئِيُّ هكذا في النسخِ بضمِّ الخاءِ المُعْجَمَةِ وفتحِ الواوِ ويَا أن إحداهما مشدَّدَةٌ للنِّسْبَةِ ، وفي بعض النسخِ الحُرَمي وهو غَلَطٌ وهو أَبو الوفاء بَدِيلُ بنُ أَبي القاسِمِ بنِ بَدِيل الإِمليّ بكسرِ الهَمْزَةِ تقدَّمَ ذِكْرُه في ا م ل ، وصالحُ بنُ بَدِيلٍ عن أبي الغنائمِ بنِ المأْمونِ محدِّثونَ رَحِمَهم الله تعَالَى.
* وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه :
قالَ أَبو عُبَيْدَة : هذا بابُ المَبْدُولِ من الحُرُوفِ والمُحَوَّل ثم ذَكَرَ مَدَهْتُه أي مَدَحْتُه. قالَ الأَزْهَرِيُّ : وهذا يدلُّ على أَنَّ بَدَلت مُتعدٍّ (٥). وبَدِلانُ : محرَّكةً أو كقَطِرَان جَبَلٌ قالَ امْرُؤُ القَيْسِ :
دِيارٌ لهِرٍّ (٦) والرَّبابِ وفَرْتَنَي |
|
لَيالِيَنَا بالنَّعْفِ من بَدَلانِ(٧) |
ضُبِطَ بالوَجْهَيْنِ. وتَبْديلٌ الشيْءِ : تَغْييرهُ وإن لم تَأْتِ بِبَدَلٍ.
وأبو الميز بدل بن المحبر البَصَرِيُّ محدِّثٌ.
قلْتُ هو من بنِي يَرْبوعٍ رَوَى عن شُعْبَة وطائِفَةٍ وعنه البُخَارِي والكجيّ والدقيقيّ ، ثِقَةٌ توفي سَنَة ٢١٥.
والبَدَّالة قَريةٌ بمِصْرَ من أَعْمَالِ الدقهلية ، وقَدْ رَأَيْتُها.
__________________
(١) ياقوت : بادَوْلي روي بفتح الدال وضمها.
(٢) ديوانه ط بيروت ص ١٦٣ ومعجم البلدان والتكملة واللسان.
(٣) القاموس : «ابنُ».
(٤) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : وابن أصرم ، صوابه : وابن أم أصرم ، كما تقدم في المتن».
(٥) ليست في التهذيب «بدل» والعبارة في التكملة نقلاً عن الأزْهري.
(٦) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : لهرّ ، كذا بخطه كالتكملة ، وفي اللسان : كهند» وفي الديوان : لهند. وفرتنى بالفاء.
(٧) ديوانه ط بيروت ص ١٧٠ والتكملة ومعجم البلدان.