سورة الأعراف
مكية ، مائتان وست آيات ، ثلاثة آلاف وثلاثمائة وأربع وأربعون
كلمة ، أربعة عشر ألفا وأربعمائة وستة وثلاثون حرفا
بسم الله الرحمن الرحيم
(المص) (١) قيل : هي حروف مقطعة استأثر الله بعلمها وهي سره تعالى. في كتابه العزيز (كِتابٌ) أي هذا قرآن (أُنْزِلَ إِلَيْكَ) أي إن الملك انتقل به من العلو إلى أسفل (فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ) أي فلا يكن فيك شك من هذا الكتاب في كونه كتابا منزلا إليك من عنده تعالى. أو المعنى لا يكن فيك ضيق صدر من تبليغ هذا الكتاب. مخافة أن تقصر في القيام بحقه أو مخافة أن يكذبوك (لِتُنْذِرَ بِهِ) أي بهذا الكتاب الكافرين (وَذِكْرى لِلْمُؤْمِنِينَ) (٢) فإن النفوس البشرية على قسمين نفوس جاهلة غريقة في طلب اللذات والشهوات ، ونفوس شريفة مشرفة بالأنوار الإلهية فبعثة الرسل في حق القسم الأول تخويف ، وفي حق القسم الثاني تنبيه (اتَّبِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ) أي من كتابه وسنة رسوله (وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ) أي من غير ربكم (أَوْلِياءَ) من الشياطين والكهان فيحملوكم على البدع والأهواء.
وقيل : الضمير للموصول مع حذف المضاف في أولياء أي ولا تتبعوا من دون ما أنزل أباطيل أولياء.
وقرأ مالك بن دينار ولا تبتغوا (قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ) (٣) أي تذكرا قليلا أو زمانا قليلا تذكرون وما مزيدة للتوكيد. قرأ ابن عامر يتذكرون بالياء والتاء. وقرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم بالتاء وتخفيف الذال. والباقون بالتاء وتشديد الذال (وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها) أي كثير من أهل قرية أردنا إهلاكها (فَجاءَها) أي فجاء أهلها (بَأْسُنا) أي عذابنا (بَياتاً) أي نائمين في الليل كما في قوم لوط (أَوْ هُمْ قائِلُونَ) (٤) أي نائمون في نصف النهار أو مستريحون فيه من غير نوم كما في قوم شعيب. والمعنى جاءهم العذاب على حين غفلة منهم من غير تقدم أمارة تدلهم على نزول ذلك العذاب فكأنه قيل للكفار : لا تغتروا بأسباب الأمن والراحة والفراغ ، فإن عذاب الله إذا وقع وقع دفعة من غير سبق أمارة فلا تغتروا بأحوالكم (فَما كانَ دَعْواهُمْ) أي استغاثتهم بربهم