ويستدلُّ على إمامتهما بما رواه الفريقان من نصِّ النبي صلىاللهعليهوآله على إمامة الاثني عشر وإذا ثبت ذلك فكلُّ مَنْ قال بإمامة الاثني عشر قطع بإمامتهما ويدلُّ أيضاً ما ثبت بلا خلاف أنّهما دعوا الناس إلى بيعتهما والقول بإمامتهما.
ويستدلُّ أيضاً بأنَّ طريق الإمامة لا يخلو إمّا أن يكون هو النصُّ أو الوصف والاختيار وكلُّ ذلك قد حصل في حقّهما فوجب القول بإمامتهما.
ويستدلُّ أيضاً بما قد ثبت بأنّهما خرجا وادَّعيا ولم يكن في زمانهما غير معاوية ويزيد وهما قد ثبت فسقهما بل كفرهما(١) فيجب أن تكون الإمامة للحسن والحسين عليهماالسلام.
____________________
(١) انظر شرح نهج البلاغة : ج ٢ ص ٢٣٣ ، قيل لعلي عليهالسلام ، حين أراد أن يكتب الكتاب بينه وبين معاوية وأهل الشام : أَتُقرّ أنّهم مؤمنون مسلمون؟! فقال علي عليهالسلام : «ما أقرّ لمعاوية ولأصحابه أنّهم مؤمنون ولا مسلمون».
وذكر المسعودي : وكان يسمّى يزيد الخمير وكتب إلى ابن الزبير :
ادعو إلهك في السماء فإنّني |
|
أدعو عليك رجال عكَّ وأشْعرِ |
كيف النجاة أبا خُبَيْبٍ منهمُ |
|
فاحتل لنفسك قبل أتْي العسكرِ |
وذكر أيضاً : وكان يزيد صاحب طرب وجوارح وكلاب وقُرُود وفهود ومنادمة على الشراب وجلس ذات يوم على شرابه وعن يمينه ابن زياد وذلك بعد قتل الحسين عليهالسلام فأقبل على ساقيه فقال :
اسقني شربةً تروِّي مُشَاشِي |
|
ثمّ مِلْ فاسق مثلها ابنَ زيادِ |
صاحب السرّ والأمانة عندي |
|
ولتسديد مغنمي وجهادي |
ثمّ أمر المغنين فغنّوا له. مروج الذهب ٣ / ٧٩. جوارح : أي طيور جوارح كالنسر والعقاب والبازي وسواها. المشاش : النفس.