ومن كلام لعلي عليهالسلام : «واللهِ ما معاويةُ بأَدهى مِنِّي ولكنَّهُ يَغْدِرُ وَيَفْجُرُ ولوْلا كراهيةُ الغَدْرِ لكنتُ من أدهى الناسِ ولكنْ كُلُّ غُدَرَةٍ فُجَرَةٌ وكلّ فُجَرَةٍ كُفَرَةٌ ولِكُلِّ غادِرٍ لواءٌ يُعْرَفُ بهِ يَوْمَ القيامةِ» (١).
ومن كلامٍ لعلي عليهالسلام لأصحابه في بيان حقيقة معاوية بن أبي سفيان حيث وصفه قائلاً : «أَما إِنَّهُ سَيَظْهَرُ عَلَيْكُم بَعْدي رَجُلٌ رَحْبُ البُلْعُوم مُنْدَحِقُ البَطْنِ يَأْكُلُ ما يِجِدُ وَيَطْلُبُ ما لا يَجِدُ فَاقْتُلُوهُ وَلَنْ تَقْتُلُوهُ. أَلاَ وَإِنَّهُ سَيَأمُرُكُم بسبِّي والبَراءَ مِنِّي ؛ فأمَّا السَّبُّ فَسُبُّونِي(٢) ؛ فإِنّهُ لي زَكَاةٌ وَلكُمْ نَجاةٌ ؛ وَأَمّا البَراءَةُ فلا تَتَبرّؤوا مِنِّي ؛ فإنِّي وُلدِْتُ على الفطرةِ وَسَبقْتُ إلى الإيمانِ والهِجْرَةِ» (٣).
____________________
(١) نهج البلاغة : ص ٣١٨ رقم ٢٠٠ قال ابن أبي الحديد في شرح النهج : ج ١٠ ص ٢١١ رقم ١٩٣ : والفجرة والكفرة : الكثير الفجور والكفر وقوله عليهالسلام : «لكلّ غادر لواء يُعرف به يوم القيامة». مرويّ عن النبي.
(٢) كلام الإمام عليهالسلام يحمل على الترخيص وليس الإلزام ، فترخيص الإمام عليهالسلام لأصحابه بالسبّ كاشف عن التخيير فيظهر لهمّ سبّ الإمام عليهالسلام حتّى يدفع عن نفسه القتل والضرر ، لأهمية الملاك.
(٣) نهج البلاغة /٩٢ رقم ٥٧ عن أبي عبيدة قال : كتبَ معاويةُ إلى علي بن أبي طالب : يا أبا الحسن! إنّ لي فضائل كثيرةً وكان أبي سيّداً في الجاهليّة وصرتُ ملكاً في الإسلام وأنا صهرُ رسول الله وخال المؤمنين وكاتبُ الوحي. فقال علي : «أبالفضائل يفخَرُ عليَّ ابن آكلةِ الأكباد؟!». ثمّ قال : «اكتب يا غلام :
محمد النبيُّ أخي وصهري |
|
وحمزةُ سيدُ الشهداء عَميِّ |
وجعفر الذي يُمسي ويُضحي |
|
يطير مع الملائكة ابن أُمي |