والأوصياء وإنّها لدليل على أهليته للإمامة والخلافة والرئاسة.
ومن أخلاقه عليهالسلام : لمّا التقى الحسين عليهالسلام وأصحابه مع الحرّ بن يزيد التميمي حتّى وقف هو وخيله مقابل الحسين في حَرّ الظهيرة والحسين وأصحابه معتمون متقلدو أسيافهم فقال الحسين لفتيانه : «اسقوا القوم وارووهم من الماء ورشِّفوا الخيل ترشيفاً». فقام فتيانه فرشّفوا الخيل ترشيفاً فقام فتية وسقوا القوم من الماء حتّى أرووهم وأقبلوا يملؤون القصاع والأتوار والطِّساس من الماء ثمّ يدنونها من الفرس فإذا عبَّ فيه ثلاثاً أو أربعاً أو خمساً عزلت عنه وسقوا آخر حتّى سقوا الخيل كلّها. ولمّا حضر وقت الصلاة قال الحسين عليهالسلام للحرّ : «أتريد أن تصلّي بأصحابك؟».
قال : لا بل تصلّي ونصلّي بصلاتك(١).
نعم هذه أخلاق الحسين عليهالسلام يسقي أعداءه الماء ويرشّف خيلهم اقتداءً بأبيه علي عليهالسلام في واقعة صفين عندما استولى عليهالسلام على الماء سمح لهم بالسقي والشرب بعكس معاوية وأصحابه حينما كانوا مستولين على الماء منعوا علياً وأصحابه منه وهكذا في واقعة الطفّ لمّا أمر عبيد الله بن زياد جيش عمر بن سعد بأن يمنعوا الماء عن الحسين وأصحابه وأهل بيته. وقد تمّ ذلك بالفعل عندما أقبل الحرّ بن يزيد على أهل الكوفة وهو عند الحسين عليهالسلام فقال : لأُمّكم الهَبل والعُبْر! دعوتموه حتّى إذا أتاكم أسلمتموه فصار في
____________________
(١) أنساب الأشراف : ج ٣ ص ١٦٩ ؛ تاريخ الطبري : ج ٤ ص ٣٠٢ ؛ الكامل في التاريخ : ج ٢ ص ٥٥١ ؛ الأخبار الطوال : ص ٢٤٩.