ونادى المهاجر بن أوس التميمي : يا حسين ألا ترى إلى الماء يلوح كأنّه بطون الحيّات(١) والله لا تذوقه أو تموت. فقال الحسين عليهالسلام : «إنّي لأرجو أن يوردنيه الله ويحلئكم(٢) عنه» (٣).
هذا موقف معسكر يزيد بن معاوية من الحسين عليهالسلام وأهل بيته وأصحابه لمّا منعوهم الماء وإن دلّ على شيء إنّما يدلّ على قساوة قلوبهم إضافة إلى مروقهم من الدين فبالأمس كان رسول الله صلىاللهعليهوآله لا يتحمل عطش ولده الحسين عليهالسلام لمّا طلب منه الماء. وهذا ما رويَ عن جابر قال : كنّا مع النبي صلىاللهعليهوآله ومعه الحسين بن علي فعطش فطلب له النبي ماء فلم يجده فأعطاه لسانه فمصّه حتّى روي(٤).
____________________
(١) المضبوط في جل المصادر (الحيتان) وهو جمع حوت والكلام كناية عن شعشعة الماء وتموّجه.
(٢) يحلئكم : أي يطردكم عنه ويمنعكم عن وروده.
(٣) أنساب الأشراف : ج ٣ ص ١٨١.
(٤) مقتل الحسين ـ للخوارزمي : ج ١ ص ١٥٢.