وحجور طابت وحجور طهرت وأُنوف حميّة ونفوس أبية من أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام. ألا قد أعذرت وأنذرت ألا وإنّي زاحف بهذه الأُسرة مع قلّة العدد وكثرة العدو وخذلان الناصر وخذلة الأصحاب» (١).
وقوله عليهالسلام لعبد الله بن الزبير : «أمّا أنا فلا أُبايع أبداً ؛ لأنّ الأمر كان لي بعد أخي الحسن فصنع معاوية ما صنع وكان حلف لأخي الحسن أن لا يجعل الخلافة لأحد من ولده وأن يردّها عليَّ إن كنت حياً فإن كان معاوية خرج من دنياه ولم يفِ لي ولا لأخي بما ضمن فقد جاءنا ما لا قرار لنا به. أتظن أبا بكر أنّي أُبايع ليزيد ويزيد رجل فاسق معلن بالفسق يشرب الخمر ويلعب بالكلاب والفهود ونحن بقية آل الرسول؟! لا والله لا يكون ذلك أبداً» (٢).
وقوله عليهالسلام لمروان بن الحكم : «ويحك! أتأمرني ببيعة يزيد وهو رجل فاسق؟! لقد قلت شططاً من القول يا عظيم الزلل. لا ألومك على قولك ؛ لأنّك اللعين الذي لعنك رسول الله صلىاللهعليهوآله وأنت في صلب أبيك الحكم بن أبي العاص ؛ فإنّ مَنْ لعنه رسول الله صلىاللهعليهوآله لا يمكن له ولا منه إلاّ أن يدعو إلى بيعة يزيد» (٣).
وقوله عليهالسلام : «اللّهمّ أنت ثقتي في كلّ كرب ورجائي في كُلِّ شدّة وأنت
____________________
(١) مقتل الحسين ـ للخوارزمي : ج ٢ ص ٧ ؛ تاريخ مدينة دمشق : ج ١٤ ص ٢١٩ ح ٣٥٤٣ ؛ بغية الطلب : ج ٦ ص ٢٥٨٨.
(٢) مقتل الحسين ـ للخوارزمي : ج ١ ص ١٨٢.
(٣) كتاب الفتوح : ج ٥ ص ٢٤.