فيما نزل بي ثقة وأنت وليُّ كلِّ نعمة وصاحبُ كلِّ حسنة». وقال لعُمر وجندِه : «لا تعجلوا والله ما أتيتكُم حتّى أتتني كتبُ أماثلكم بأنَّ السُّنَّةَ قد أُميتت والنفاق قد نجم والحدود قد عُطِّلت ؛ فاقدم لعلَّ [الله] يُصلح بك الأُمّة. فأتيتُ فإذْ كرهتُم ذلك فأنا راجع فارجعوا إلى أنفسكم هل يصلح لكم قتلي أو يحلُّ دمي؟ ألستُ ابنَ بنتِ نبيّكم وابنَ ابنِ عمّه؟ أوَ ليس حمزةُ والعباسُ وجعفر عمومتي؟ ألم يبلغكم قولُ رسول الله صلىاللهعليهوآله فيَّ وفي أخي : هذان سيِّدا شباب أهل الجنّة» (١).
وقوله عليهالسلام لمّا جمع أصحابه بعد رجوع عمر : «أمّا بعد فإنّي لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي ولا أهل بيت أبرّ ولا أوصل من أهل بيتي فجزاكم الله جميعاً عنّي خيراً. ألا وإنّي لأظنّ يومنا من هؤلاء الأعداء غداً وإنّي قد أذنت لكم جميعاً فانطلقوا في حلٍّ ليس عليكم منّي ذِمام. هذا الليل قد غشيكم فاتّخذوه جملاً وليأخذ كلّ رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي فجزاكم الله جميعاً ثمّ تفرّقوا في سوادكم ومدائنكم حتّى يفرّج الله ؛ فإنّ القوم يطلبونني ولو أصابوني لهوا عن طلب غيري» (٢).
لذا ورد أنّ الفرزدق لقيه عليهالسلام وهو متوّجه إلى الكوفة فقال له : يابن رسول الله كيف تركن إلى أهل الكوفة وهم الذين قتلوا ابن عمّك مسلم بن عقيل؟ فترحَّم على مسلم بن عقيل وقال : «أما إنّه صار إلى رحمة الله تعالى
____________________
(١) سير أعلام النبلاء : ج ٤ ص ٤١٧ رقم ٢٧٠.
(٢) الكامل في التاريخ : ج ٢ ص ٥٥٩ ؛ مقاتل الطالبيين : ص ١١٢ استشهاد الحسين : ص ١١٠.