فانظر ما ترى في أمره. فكتب عبيد الله بن زياد كتاباً إلى الحسين عليهالسلام يقول فيه : أمّا بعد إنّ يزيد بن معاوية كتب إليَّ أن لا تغمض جفنك من المنام ولا تشبع بطنك من الطعام أو يرجع الحسين على حكمي أو تقتله والسّلام.
هذا منطق يزيد بن معاوية. وعندما أُدخل نساء الحسين عليهالسلام والرأس بين يديه جعلت فاطمة وسكينة تتطاولان لتنظرا إلى الرأس وجعل يزيد يستره عنهما فلمّا رأينه صرخن وأعلن بالبكاء فبكت لبكائهنّ نساء يزيد وبنات معاوية فولولنّ وأعلن. فقالت فاطمة ـ وكانت أكبر من سكينة رضياللهعنها ـ : بنات رسول الله سبايا يا يزيد! يسرّك هذا؟(١).
هذا ونرى في مقابل تلك الشعائر موجة إلحادية بكلّ قواها تحاول طمس معالم الدين والعودة إلى الجاهليّة الأُولى وهذا ما حدث بعد رحيل الرسول صلىاللهعليهوآله وما صرَّح به أبو سفيان صخر بن حرب في دار عثمان عقيب الوقت الذي بويع فيه عثمان ودخل داره ومعه بنو اُميّة فقال أبو سفيان : أفيكم أحد من غيركم؟ وقد كان عَمِيَ قالوا : لا. قال : يا بني اُميّة تَلَقَّفُوها تلقُّف الكرة فو الذي يحلف به أبو سفيان ما زلت أرجوها لكم ولتصيَرنَّ إلى صبيانكم وراثة. فقام عمّار في المسجد فقال : يا معشر قريش أما إذ صرفتم هذا الأمر عن أهل بيت نبيّكم ها هنا مرّة وهنا مرّة فما أنا بآمِنٍ من أن ينزعه الله منكم فيضعه في غيركم كما نزعتموه من أهله ووضعتموه في غير أهله.
____________________
(١) الفصول المهمة : ص ١٨٨ ، ١٩٢ ؛ نور الأبصار : ص ٢٣١.