صارت الخلافة إليه فقال : صارت إليك بعد تيم وعديّ فأَدرها كالكرة واجعَل أَوتادَها بني اُميّة ؛ فإنّما هو الملك ولا أَدري ما جَنّة ولا نار(١).
أبو سفيان بن حَرْب وأشياعه من بني اُميّة الملعونون في كتاب الله ثمّ الملعونون على لسان رسول الله في عِدّة مواطن وعدّة مواضع ؛ لماضي علم الله فيهم وفي أمرهم ونفاقهم وكفر أحلامهم ؛ فحارب مجاهداً ودافع مكابداً وأقام منابذاً حتّى قهره السيف وعلا أمر الله وهم كارهون. فتقبّل بالإسلام غير منطوٍ عليه وأسرَّ الكفر غير مقلع عنه فعرفه بذلك رسول الله صلىاللهعليهوآله والمسلمون وميّز له المؤلّفة قلوبهم فقبله وولده على علم منه فمّما لعنهم الله به على لسان نبيّه صلىاللهعليهوآله وأنزل به كتاباً قوله : (والشَّجَرةُ الملعُونَةَ في القُرآنِ ونُخوِّفُهُم فما يزيُدهُمْ إلاَّ طُغياناً كَبيراً) (٢) ولا اختلاف بين أحد أنّه أراد بها بني اُميّة
ومنه قول الرسول صلىاللهعليهوآله وقد رآه مقبلاً على حمار ومعاويةَ يقودُ به ويزيد ابنه يسوق به : «لعن الله القائد والراكب والسائق».
ومنه ما يرويه الرواة من قوله : يا بني عبد مناف تلقّفوها تلقّف الكرة فما هناك جنّة ولا نار. وهذا كفر صُراح يلحقه به اللعنة من الله كما لحقت (الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ) (٣).
____________________
(١) الاستيعاب في معرفة الأصحاب : ج ٤ ص ١٦٧٩.
(٢) سورة الإسراء : الآية ٦٠.
(٣) سورة المائدة : الآية ٧٨.