ومنه ما يروون من وقوفه على ثنيّة أحُد بعد ذهاب بصره وقوله لقائده : ها هنا ذببنا محمّداً وأصحابه (١).
ومن خطبة لعلي عليهالسلام لمّا رفع أهل الشام المصاحف على الرماح : «عباد الله إنّي أحقّ مَنْ أجاب إلى كتاب الله ولكنَّ معاوية وعمرو بن العاص وابن أبي معيط وحبيب بن مسلمة وابن أبي سرح ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن أنا أعرف بهم منكم ؛ قد صحبتهم أطفالاً وصحبتهم رجالاً فكانوا شرّ أطفال وشرّ رجال إنّها كلمة حقّ يراد بها الباطل. إنّهم والله ما رفعوها ثمّ لا يرفعونها ولا يعملون بما فيها وما رفعوها لكم إلاّ خديعة ووهن ومكيدة. أعيروني سواعدكم وجماجمكم ساعةً واحدة ؛ فقد بلغ الحقّ مقطعه ولم يبقَ إلاّ أن يقطع دابر الذين ظلموا» (٢).
ومن كتاب لقيس بن سعد بن عبادة أمير الخزرج إلى معاوية : أمّا بعد فإنّما أنت وثني ابن وثني دخلت في الإسلام كرهاً وأقمت فيه فرقاً وخرجت منه طوعاً ولم يجعل الله لك فيه نصيباً لم يقدم إيمانك ولم يحدث نفاقك ولم تزل حرباً لله ولرسوله وحزباً من أحزاب المشركين وعدواً لله ولنبيّه وللمؤمنين من عباده.
ولو سارت الأُمة الإسلاميّة في خطى الإمام الحسين عليهالسلام الذي سار على نهج جدّه رسول الله صلىاللهعليهوآله لكان خيراً للأُمة الإسلاميّة في نهضتها ومسيرتها.
____________________
(١) تاريخ الطبري : ج ٥ ص ٦٢١ ؛ تاريخ اليعقوبي : ج ٢ ص ٢٣٢.
(٢) تاريخ الطبري : ج ٥ ص ٤٩.