الأقلام إسلاميّة وغيرها تشيد بكتاباتها بعظمة الحسين عليهالسلام ؛ أمثال (انطون بارا) الكاتب المسيحي في كتابه (الحسين في الفكر المسيحي) يقول : رؤيا الفكر المسيحي لثورة الحسين دلالة كافية على إنسانيّة هذه الثورة ؛ لأنّ هذه الثورة إنسانيّة أوّلاً وآخراً فالفكر المسيحي يُقدِّس آل البيت عليهمالسلام كما المسلم. إنّ الفكر المسيحي العربي يستمدّ تراثه الفكري من تراث عربي إسلامي. كيف أمكن الربط بين ثورة الإمام الحسين وبين فكر أهل الكتاب ؛ إذ لم يسبق هذا الربط أي اهتمام فكري مسيحي بعلم من أعلام الإسلام.
فشخصية الحسين محيط واسع من المُثُلِ الأدبية والأخلاق النبوية وثورته فضاء واسع من المعطيات الأخلاقية والعقائدية ولعلَّنا نتمثل أهم سِمَةٍ من سمات العظمة في هذه الشخصية من قول جدّه الرسول صلىاللهعليهوآله : «حسين منّي وأنا من حسين». فارتقت إنسانيّة السبط إلى حيث نبوّة الجدّ (أنا من حسين) وهبطت نبوّة الجدَّ إلى حيث إنسانيّة السبط (حسين منّي).
وإذا كان العالم المسيحيُّ الغربي له مآخذ على الإسلام فإنّما ينظر إلى هذه المآخذ من كُوَى مثالب عهود بني اُميّة والتشويهات التي استهدفت أُمّة الإسلام فيما بعدها حيث نظر الحكّام إلى الدنيا والملك بالشكل الذي صوَّره معاوية بعد احتلاله الكوفة ؛ إذ قال : إنّي لم أُقاتلكم لكي تُصلُّوا أو تصوموا ... بل قاتلتكم لكي أتأمر عليكم(١).
____________________
(١) روى أبو الحسن المدائني : أنّه قد خرج على معاوية قوم من الخوارج بعد دخوله الكوفة وصلح